شارون .. النجم المفضل!

TT

أصبح أريل شارون هو النجم المفضل لدى كتاب السياسة في العالم العربي.. فلا تخلو صحيفة أو مجلة أو نشرة من صورة له.. وبجوارها مقال ضخم عنه!! وتشترك جميع هذه المقالات في إثبات أن شارون هذا إرهابي.. ويسرد الكاتب عادة سيرة النجم المفضل منذ نشأته إلى الآن.. ويشعر الكاتب بارتياح شديد عندما يصل إلى آخر سطر وقد أثبت أن شارون هذا سفاح خطير.. كأن هذه الحقيقة بحاجة إلى شرح وتحليل وإثبات.

ومنذ أسابيع أثارني مقال في صحيفة عربية كبرى بعنوان «شارون سفاح» ولم ينشر كاتب المقال صورة رئيس الوزراء الإسرائيلي.. ولكن نشر صورته هو كالآتي: أولا الصورة على عمودين.. والكاتب قد أطلق لحية مهذبة مثل أي بروفيسور إنجليزي.. ثم وضع نظارات طبية بإطارات مذهبة تتدلى منها سلسلة ذهبية تدور حول قفاه.. ثم وضع يده على خده أو خده على يده تماما مثل أمير الشعراء أحمد شوقي.. ثم استجمع قواه كلها وكتب المقال.. وهو المقال النموذجي لهذا الموضوع الذي لا يساوي بصلة.

وإنني أتحرق شوقا لنشر اسم صاحب المقال «البصل».. ولكن تقاليد المهنة تمنعني.. وقبلها القانون.. وقبل كل ذلك أنه لا يستحق نشر اسمه.

ضايقني المقال.. ثم اكتشفت أن الكاتب «البصلي» ليس وحده الذي اختار شارون فعدد كبير من الكتاب مهمتهم الآن هي شتم شارون وإثبات أنه سفاح وإرهابي وقاتل وزعيم لمافيا الدولة في إسرائيل.

إنني مندهش أن يراق كل هذا الحبر، وتهدر كل هذه المساحات، في إثبات أن شارون سفاح.. فهل هذه الحقيقة تحتاج إلى إثبات.. وهل لم يخطر على بال الكاتب ذي اللحية المهذبة والإطارات المذهبة بيت الشعر الذي استعملناه مليون مرة.. وفسّر الماء بعد الجهد بالماء.

ما أسهل الكتابة في السياسة إذا كانت المسألة هي إثبات أن أريل شارون سفاح، ولكن المسألة ليست هكذا والله العظيم.