الفرق بيننا وبينهم

TT

يتساءل البعض عن سر صمت المجتمع الدولي عن قتل زعماء فلسطين خارج وداخل فلسطين بينما ينتفض هذا المجتمع الدولي ويسارع في ادانة عمليات قتل الاسرائيليين وآخرها مقتل الوزير زئيفي في اسرائيل.

ربما يكون الجواب في تحيز واضح من عدد كبير من الاطراف الدولية لاسرائيل، وربما يكمن في قدرة الاعلام المؤيد لاسرائيل في تحريك الرأي العام، ولكن هناك سببا جوهريا نحاول الهروب منه لتفسير هذه الظاهرة وهو ان اسرائيل تقتل وتسكت، بل وتنفي مسؤوليتها، بينما يقتل «جماعتنا» ويعترفون بل ويتسابقون في الاعترافات.

واضح ان الاسرائيليين هم قتلة جهاد جبريل في بيروت وهم قتلة الكثير من الزعماء والمناضلين الفلسطينيين، ولكن الاسرائيليين يقتلون ويجهزون بيان النفي، بينما يقتل الفلسطينيون الاسرائيليين ويجهزون بيان الاعتراف، ففي آخر عملية استشهادية في القدس تسابقت منظمتان فلسطينيتان على ادعاء المسؤولية واصدرتا بيانين تفتخر كل منهما فيه بأنها قامت بالعملية.

بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر وخلال حرب تحرير افغانستان ارتفعت الاصوات عندنا محتجة على اتهام الاسلام والمسلمين بالارهاب في المؤسسات الاعلامية الغربية، بينما اهملت هذه الاصوات تلك الحقيقة المرة، وهي ان من اعلن مسؤوليته عن احداث 11 سبتمبر قد فعلها بالصوت والصورة، ولم يكتف بذلك بل قال وادعى انها حرب المسلمين ضد النصارى واليهود، وانه سيستمر في حربه حتى تقوم الساعة، فلماذا لا نتوقع بعد ذلك ان تستمر القوى المعادية للعرب وللمسلمين مثل هذه التصريحات والاعترافات للقيام بعملية تشويه متعمد لحضارتنا وثقافتنا، عانينا وما زلنا نعاني منها.

عندما تقوم عملية عسكرية فلسطينية وتقتل مسؤولا اسرائيليا، وتسكت كل الاطراف الفلسطينية فان هناك مائة تفسير وتفسير للحادث، ولكن عندما يتطوع البعض بالاعتراف، واحياناً بالادعاء، وتصل الامور الى توزيع شريط مسجل باعترافات من قام بها واسمه واسم عائلته، فهل نتوقع ان يلقي علينا الاسرائيليون الزهور، وتسكت الآلة الاعلامية المؤيدة لاسرائيل في العديد من العواصم الدولية عن ذلك؟

متى ننظر في مرآة انفسنا ونحاسب انفسنا على اخطائنا ونتصرف بشيء من الكياسة ونستخدم عقولنا، بل ونتعلم من اعدائنا، ونتخلص من هذه العقلية العشائرية التي تعيش على الفخر وتردد صيحات الكرامة بكثير من السطحية والسذاجة.