العدو الحقيقي في كشمير

TT

هل قرر قادة الهند «تلقين باكستان درسا» متذرعين بالتوتر الحالي في كشمير؟ هذا السؤال ليس مستبعدا، فمن الواضح أن الغرض من زيارة رئيس الوزراء الهندي آتال بيهاري فاجبايي لجامو وكشمير الاسبوع الحالي هو دق طبول الحرب. فاجبايي وحلفاؤه في الائتلاف الهندوسي المتطرف ربما يرغبون في الحرب لسببين على الاقل: اولا، هناك تخوف من احتمال استعادة باكستان للوضع الاستراتيجي الذي تمتعت به خلال حقبة الثمانينات، اذ انها عادت الى الاسرة الدولية خلال الشهور السابقة بفضل مشاركتها في الحرب ضد الارهاب. كما ان الولايات المتحدة بدأت في ضخ ملايين الدولارات لاحياء الاقتصاد الباكستاني، مما يعني احتمال توفير موارد يمكن توظيفها في تحديث الآلة العسكرية الباكستانية. وخلال فترة العقد المقبل يمكن أن تظهر باكستان كطرف أساسي في توازنات القوى الممتدة من منطقة الشرق الاوسط حتى شبه القارة الهندية مرورا بإيران وحوض بحر قزوين وآسيا الوسطى. وفي نفس الوقت، يبدو أن الرئيس الباكستاني برويز مشرف قد وعى الدرس، مع احتمال نجاحه في قيادة باكستان ونهوضها كقوة اقليمية عقب انتخابات اكتوبر (تشرين الاول) المرتقبة. ثانيا، رغبة القوميين الهندوس في الحرب نابعة من تعثر ائتلاف فاجبايي وتخبطه المستمر، فبعض المتطرفين الهندوس يعتقدون ان شن «حرب فاعلة» يمكن ان ينسف فرص «حزب المؤتمر» المعارض الذي ظل ملتزما جانب الحذر والدبلوماسية حتى هذه المرحلة على الاقل. ولعل زيارة وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الى كل من اسلام اباد ونيودلهي، خلال الايام القليلة المقبلة، رسالة واضحة مفادها: أي نزاع عسكري على كشمير سيكون انصرافا غير مقبول عن الحرب ضد الارهاب ويعتبر تهديدا للسلام العالمي. وعليه فيجب اسكات طبول الحرب بأسرع فرصة، وفي المقابل يجب على باكستان وعلى العالم بكامله الالتزام بالجهود الرامية لدحر الارهاب في كشمير. فالارهابيون الذين اغتالوا قائد الحزب الاسلامي المؤيد للاستقلال لا يشكلون تهديدا فقط للهند بل لباكستان وفوق كل ذلك لسكان كشمير.