لبنان... ما زال مستهدفاً

TT

واضح ان بيروت ما زالت مدينة مستهدفة، وواضح ان بيروت التي خرجت من حرب اهلية مدمرة، وشهدت استقراراً متميزاً، واصبحت عاصمة القمة العربية، ظلت مخترقة تعبث بها قوى العنف المحلي والاقليمي، وتتم تصفية حسابات شرق اوسطية كثيرة على ارضها.

مقتل جهاد جبريل، نجل الامين العام للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، ومقتل المهندس رمزي عيراني المسؤول الطلابي في القوات اللبنانية، هما دليل على الاختراق الامني الذي يعيشه لبنان، وعلى قدرة قوى القتل المحلية والاقليمية على العمل في بيروت مستفيدة من هذا الاختراق الفاضح.

الجريمتان استهدفتا شخصين يمثلان رموزاً للتعقيدات الداخلية والخارجية في لبنان، فالاول مطلوب رأسه من اكثر من طرف ربما يكون اهمها اسرائيل، وعيراني مطلوب هو الآخر من اكثر من طرف، وتتداخل قضيته بتعقيدات لبنانية واقليمية كثيرة، وهناك ظروف تجعل لبنان يعيش تناقض الحرية التي يكفلها للكثيرين، او الحرية التي يفرضها الكثيرون على لبنان رغماً عنه، وتناقض الانكشاف الامني، ووجود امتدادات خارجية واجهزة مشبوهة داخل لبنان مدعومة من الداخل والخارج.

هناك اطراف في لبنان لا يمكن لأحد ان يلومها عندما تتصرف بكثير من الحساسية، فالوطنية حق مكفول للجميع في كل بلاد الدنيا، وشعور اي مواطن في اي بلد كان بأن هناك اموراً تفرض عليه من الخارج بغض النظر عن نيات هذا الخارج، وشعوره بأن قراره الوطني ليس قراراً مستقلاً، يجعل مثل هذا المواطن في موقع الحساسية المفرطة من الخارج، والرغبة الجامحة بأن يرى بلاده تتصرف باستقلالية حقيقية عن اي طرف خارجي.

اللبنانيون بكل طوائفهم يتحملون جزءاً من المسؤولية، فقد حاول الكثيرون الانتصار بالخارج على خصومهم من ابناء بلدهم، ووجدت كثير من الاطراف فرصتها في اللعب على التناقضات اللبنانية عبر تقوية طرف ضد طرف آخر، وضرب الجماعات والاحزاب والطوائف ببعضها البعض.

من يحب لبنان، ومن يريد الخير للبنان، عليه ان يستوعب الخصوصية اللبنانية، والحق المشروع لابناء لبنان بالشعور بالاطمئنان بان استقلالهم وقرارهم المستقل بأيديهم، اما تلك القوى الشريرة وتحديداً امتدادات اسرائيل داخل لبنان فهي قوى مرتزقة لا بد من تصفيتها، ولا شك ان احد وسائل النجاح بذلك هو شعور اللبنانيين بحريتهم واستقلالهم وهو حق بسيط ومشروع.