قمة جدة التشاورية

TT

الأنباء التي تسربت عن الاجتماع التشاوري لقادة دول مجلس التعاون الخليجي في جدة تدعو الى التفاؤل، وخاصة في ما طرحته المملكة العربية السعودية بشأن العلاقات الاقتصادية، وبشأن تعزيز قوات درع الجزيرة.

القمة التشاورية ستتلوها اجتماعات للوزراء المختصين وخاصة وزراء المالية والدفاع والتربية لانجاز الافكار التي طرحت ووجدت تجاوبا من كافة الاطراف.

شعوب الخليج لم تعد تتابع البيانات الانشائية التي تصدر عن الاجتماعات الرسمية، فمواقف دول الخليج متطابقة بشأن الوضع الدولي والاقليمي، ولكن هذه الشعوب تتابع خطوات التوحيد، وتسهيل حركة الافراد والبضائع والغاء الحواجز والتقدم على طريق العملة الموحدة وجواز السفر الموحد وغيرها من الخطوات املاً في وضع وحدوي افضل.

القمة التشاورية دائما افضل من القمم الدورية العادية، لانها تتم بعيداً عن الشكليات والرسميات والقمة التشاورية تتم بوقت محدد ويتم فيها انجاز قضايا محددة ولا تضيع كثيراً من الوقت في الشكليات والمجاملات.

بائع السمك العماني يريد ان يبيع بضاعته في الكويت دون ان يقضي الساعات بل والايام الطويلة في مراكز الحدود، وبائع الحليب السعودي يريد ايصال بضاعته الى اخر نقطة في دول التعاون من دون عراقيل، ،بعضها مطلوب واكثرها مفتعل، وكذلك الحال بالنسبة لكل نشاط صناعي وزراعي، وكذلك بالنسبة للسياحة والتنقل والتجارة.

اليس عيبا ان الوصول الى لندن او باريس اسهل بكثير من الانتقال بين بعض العواصم الخليجية، وان احتكار شركات الطيران، وتدخل الدولة في المطارات بشكل بيروقراطي يضيع الفرص على الناس بالتحرك والتجارة الحرة؟ أليس عيبا ان كثيراً من مراكز الحدود بين الدول الخليجية هي نموذج للفوضى والتسيب والبيروقراطية بل واحياناً نموذج لاهدار الكرامة الانسانية من خلال الفوضى والطوابير؟ اليس عيبا ان طرق السفر السريع بين هذه البلدان تفتقر الى استراحة نظيفة، ومطعم نظيف، ومحطة وقود، وان السفر بين بعض هذه الدول هو عملية تعذيب منظمة.

لدى الامين العام الجديد لمجلس التعاون فرصة لالتقاط الهموم اليومية للناس ووضعها في مصاف القضايا الكبرى وتحويلها الى برامج وقرارات امام القادة والوزراء لحسمها، ومطلوب تقليل الشكليات والمجاملات لصالح الانجاز والأداء، وما حدث من نجاح في قمة جدة التشاورية يدل على الحاجة الى بذل المزيد من الجهد، واعادة تنظيم للاولويات.