الكرة السحرية ودورانها

TT

مع انطلاق منافسات كأس العالم اليوم بلقاء فرنسا والسنغال في مباراة الافتتاح سيبدأ زهاء 1.8 بليون شخص في مختلف انحاء العالم متابعة المباريات على مدى شهر تقريبا.

كان الغرض الاساسي من لعبة كرة القدم، التي بدأت في ساحات المدن، التي شهدت بدايات الحركة الصناعة بمناطق شمال انجلترا في القرن التاسع عشر، المحافظة على اللياقة البدنية لافراد الطبقة العاملة في هذه المناطق من اجل المزيد من الاستغلال بواسطة ارباب العمل.

ارتبط تاريخ اللعبة باوليمبيا، حيث كانت تعتبر واحدة من افضل سبل التسلية وقضاء الوقت. كما كان المتنافسون خلال فترة ما قبل التاريخ يجرون وراء كرة ذهبية لقياس قوتهم مقارنة بالمنافسين الآخرين. وفي صورتها الحالية يمارس الشباب، واعداد متزايدة من الشابات، رياضة كرة القدم كلعبة تتطلب قدرا من الذكاء مثل لعبة الشطرنج واللياقة البدنية كذلك. ركض اللاعبين وراء الكرة ربما لا يبدو شيئا جديرا بالمتابعة والمشاهدة لدى البعض ولكن هذا ينطبق على بعض الانشطة الانسانية الاخرى. لا تعتبر كرة القدم اللعبة الاكثر شعبية في العالم فحسب، بل تعد نشاطا انسانيا يوحد الكثير من الناس عبر مختلف الديانات والتقسيمات الثقافية والعرقية والقومية. كما ان شعبية هذه اللعبة تظهر الانسان ككائن لا هم له سوى اللعب، مما يثير حفيظة المهوسين الذين يصرون على ان الكائنات البشرية لم تخلق من اجل اللهو واللعب. ترى، هل تفقد لعبة كرة القدم روحها بسبب اتخاذها طابعا تجاريا صرفا؟ ثم، الا يلقي الصراع على السلطة داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ظلالا قاتمة على هذه الرياضة؟ الا تستخدم لعبة كرة القدم من جانب بعض الانظمة كمخدر لتسكين الجماهير؟ الم تفسد قواعد هذه اللعبة بفعل المال والسلطة السياسية؟

كل هذه الاسئلة وثيقة الصلة بالموضوع، وربما من الضروري طرحها في وقت بات يتركز فيه الكثير من الاهتمام على هذه اللعبة. ومع ذلك، يجب الا يصرفنا ذلك عن بهجة هذه اللعبة نفسها والاستمتاع بها. ومن يعتبرون جهاز التلفزيون مضيعة للوقت سيقضون ساعات طويلة امام هذه الاجهزة على مدى الاسابيع المقبلة. هذه الكرة الذهبية رمز لعالمنا وللعبة نفسها مقومات نشاط انساني عظيم يعكس وحدة الموضوع والزمان والمكان. العالم بات قرية، وهذه القرية تحب لعب الكرة.