ليست كارثة.. وليست تبريرا!

TT

كتبت في «الرياضية» اننا يجب ان لا نعتبر هزيمتنا في كأس العالم كارثة، ولا مصيبة، ولا نكسة.. واننا يجب ان نضع الامور في نصابها الصحيح، ونقول فقط انها هزيمة رياضية في كرة القدم، لا اكثر ولا اقل.

وكنا لاحظنا ان بعضهم حملوا الامور بأكثر مما تحتمل فلطموا الخدود، وشقوا الجيوب، ودعوا بدعاء الجاهلية.

لقد نسي هؤلاء ان دولا اقدم واعرق منا في كرة القدم هزمت قبلنا، وستهزم بعدنا في «المونديال» وغير «المونديال».. بل ان هناك دولا أوروبية وآسيوية وأفريقية لم تصل اصلا الى كأس العالم.

اقول الحقيقة التي أنا مقتنع بها هي.. اننا حققنا انجازا يحسب لنا بوصولنا الى كأس العالم ثلاث مرات متتالية. وفي جميع المسابقات المحلية والعالمية هناك دائما فريق ينتصر، وفريق ينهزم، ولم يحدث قط ان خرج فريقان منتصرين او منهزمين، لأن هذا ليس من طبيعة الامور.

هزمنا نعم.. وقد قلت ان من اسباب الهزيمة كان الافراط في الثقة، وعدم الانتباه الى خشونة وعنف اللاعب الاجنبي عموما، الذي يتجاوز عنه الحكام في الخارج، وان حكامنا كانوا من اسباب نعومة اللاعب السعودي، الذي يخشى الالتحام العنيف الذي يمارسه اللاعب الأوروبي والاجنبي عموما.

لقد استعاد الاخضر توازنه في مباراته امام الكاميرون، واكد ان في امكانه مجاراة اعتى الفرق عندما يأخذ الحذر، ولا يفرط في الثقة ولا يخشى الالتحام القانوني.

لقد اشاد النقاد العالميون بالفريق السعودي في مباراته الثانية، ولو صادفنا التوفيق وبعض الحظ لتغيرت النتيجة.. لقد استطاع نواف التمياط ان يصل الى مرمى المنافس مرات، وسدد مرات، ولو وفق مرة واحدة لتغيرت الامور، ولكنها المستديرة المجنونة التي تعطي وتأخذ بلا منطق.

وهل من المنطق ان تهزم السنغال فرنسا بطلة كأس العالم وكأس أوروبا؟

اريد ان اقول اننا لم نهزم في معركة عسكرية، ولم نصب بنكسة حربية، والحكاية كلها «لعب».. أليس اسمها «لعبة كرة القدم»؟! في جلسة لندنية مع الأمير أحمد بن سلمان ضمت الصديقين عثمان العمير ومحمد التونسي كان الحديث يدور حول مقابلة اذاعية للزميل عثمان العمير مع الاذاعي المعروف أكرم صالح، قال فيها العمير.. ان التقدم الكروي في السعودية سار بسرعة الصاروخ.. حيث اننا كنا قبل 50 سنة لا نعرف اللعب بالحذاء «الكواتش»! عندها علق الأمير أحمد بن سلمان قائلا: «أليس ما حققناه يستحق الاشادة؟! انني لا اكتب هذه السطور لتبرير الهزيمة وخروجنا مبكرا من كأس العالم.. ولكن اكتبها لمجرد تصحيح الامور، ووضعها في حدودها.. فهل أنتم فاعلون؟!