لا نستطيع وقف التقدم .. ولا مشاكله

TT

لا أحد يستطيع أن يمنع التقدم.. ولا أحد يستطيع إعادة الماضي.. والذين يتحسرون على ما فات لا ينوبهم من حسرتهم سوى الألم وإضاعة الوقت.

والماضي كله لم يكن طيبا.. ولا الحاضر.. والتقدم كله ليس طيبا.. ولكن كل شيء له جوانبه الإيجابية والسلبية.. ولكي تحصل على الوردة لا بد أن تدميك أشواكها.. ولا بد لجاني الشهد من إبر النحل.. والإنترنت آخر صيحات التقدم.. وكلما أوغلت دولة ما في استخدامها أوغلت في إيجابياتها وسلبياتها.

في اليابان حيث أكبر تقدم حدث في مجال الاتصالات يتباكى الجميع على ما فعلته الإنترنت بالناس.. وما فعلته بالأخلاق وما قدمته للجريمة من تسهيلات.. فقد زاد عدد جرائم الجنس التي سهلت الإنترنت تحديد مواعيدها وأسلوبها زيادة ضخمة.. وكان الأطفال ضمن أكثر هذه الجرائم.

وفي تقرير للشرطة اليابانية أنه تم الإبلاغ عن 888 جريمة تم الاتصال بضحاياها عبر الإنترنت مقابل 104 جرائم في العام السابق. مشيرة إلى أن دعارة الأطفال والتصوير الإباحي مثلت 387 من هذه الجرائم.. وأعتقد أنه يجب أن يوضع في الاعتبار أن الجرائم التي لم يبلغ عنها ربما تبلغ أضعاف هذا الرقم كما هو الحال في جرائم المخدرات والدعارة والاغتصاب.

وتقول جونكوميا ميامونو المتحدة باسم جماعة الضغط المناهضة لبغاء الأطفال وتهريبهم لأغراض جنسية إن اليابان متقدمة عن سائر بلاد العالم في مجال الهاتف المحمول المتصل بالإنترنت ولذا ستظهر هذه المشكلة في دول أخرى مع انتشار هذه التكنولوجيا.

إن 31 مليون ياباني يشتركون في استخدام الإنترنت غير المحمول.. وهو ما يمثل ثلث سكان اليابان تقريبا.. ومع أن البلاد العربية لم تصل إلى هذا الرقم ولا قريبا منه.. فإن مشاكل الإنترنت ظهرت وبدأت المتاعب تلحق بمستخدميه.. وقد كنت ضحية هؤلاء ولست بالطبع وحدي.. ولكن مشكلتي مخيفة لأن «الهاكرز» يستخدمون المعلومات التي يرسلها لي القراء والقارئات في محاولات دنيئة لإقامة علاقات غير محترمة.. ولهذا فإنني أهيب بقرائي الأعزاء أن يستخدموا الفاكس في رسائلهم ذات الطابع الشخصي والتي تحوي أسرارا يجب ألا تفشى.