من أحداث الأسبوع

TT

* لم اكن اتصور الزواج المعاصر في الغرب يصل الى هذه الدرجة. من تقاليدهم هنا ان يعزفوا قطعة موسيقية او ينشدوا قصيدة شعرية عند اجراء المراسم. طلبوا من صديق لي ان يختار قصيدة يقرأها في حفل زواج أخ له. اختارها من كتيب يضم قصائد مناسبة للمتفائلين من المتزوجين. وكانت لجبران خليل جبران من كتابه «النبي». أخبر المأذون بذلك، فقال له هذا يجب ان نوافق عليها. فسلمها له. قرأها المأذون ثم قال له، كلا لا يمكن قراءة هذه القصيدة في حفل زواج في مكتب تسجيل الزواجات. لماذا كلا؟ اشار المأذون الى بيت فيها يقول: «سترتبطان زوجين معا حتى في الكتاب الصامت لله» هذا بيت يذكر الله ولا يجوز ذكره في مكتب تسجيل الزواجات. اذا كنت تريد ذكر الخالق والايمان بشرعه فاذهب وتزوج في الكنيسة.

اضطر صديقي الى اختيار قصيدة اخرى لا ذكر فيها لله. هل سمعتم بهذا النوع من الرقابة على الفكر؟ يستطيع المرء هنا ان يشتم الملكة ورئيس الحكومة ويسخر من الانبياء ويدعو لاسقاط النظام القائم واعلان ثورة، ولكن لا يجوز له ان يذكر الله عند عقد زواجه. لا عجب ان ينتهي نصف زواجاتهم بالطلاق وثلاثة ارباعها بالخيانات الزوجية. لكل دولة وأمة صيغتها في الرقابة.

* لم تحقق الولايات المتحدة كثيرا من الفوز في مباريات كأس العالم عبر السنين. وفي هذا الاسبوع لم تستطع غير التعادل مع كوريا الجنوبية وهذا شيء غريب من هذه الدولة التي اصبحت تقطف كل ثمار المنافسات من النفط الى الملاكمة والمصارعة، تساءل الناس لم هذا التأخر الامريكي في هذه اللعبة التي اصبحت الشغل الشاغل لكل الشعوب؟ الجواب هو ان نظامها الرأسمالي يعطي شركات الاعلان المكانة الاولى في صياغة حياة الناس. وكرة القدم لعبة غير مناسبة للاعلانات التجارية على التلفزيون والراديو. فمن المعتاد للشركات التجارية ان تقاطع حتى خطاب رئيس الجمهورية لتبث اعلانا عن أكلة جديدة للكلاب او مايوه سباحة شفاف. ولكن لا يمكن لهذه الشركات ان تقاطع لاعبي كرة القدم في شوطهم البالغ 45 دقيقة. وطالما لم تعد لهذه اللعبة مكانة في قلب المنتج الرأسمالي فلم يعد لها دور يذكر في حياة المجتمع.

* عينت بريطانيا السيدة مننغهام بلر رئيسة للمخابرات البريطانية MI5. وكانت المرأة الثانية التي تتولى هذه المهمة الحساسة خلال السنوات الاخيرة. ما سبب ذلك؟ المعروف ان المرأة لا تكتم سرا لأحد. ولكنها بعين الوقت حاذقة في التوصل الى اسرار الناس. وهكذا فطنت حكومة توني بلير الى جدوى استثمار عبقريات المرأة في الوشاية والتسلل الى مواطن الاسرار.

* اصدرت الامم المتحدة تقريرا يشير الى المخاطر التي اصبحت تهدد وجود شتى الاحياء على وجه الارض. قالوا ان 11046 من الانواع اصبح مهددا بالانقراض منها 1130 من الحيوانات اللبونة و1183 من الطيور خلال الثلاثين سنة القادمة. لفت نظري في التقرير ان التحولات المناخية ادت الى موت ثلاثة ملايين نملة من النوع المعروف بالنمل المجنون في جزر المحيط الهندي. لم يذكر التقرير اثر التحولات الجوية على الانسان المجنون في منطقة المحيط الهندي، بل وفي كل المناطق. ارى ان هذه التحولات التي قتلت النمل المجنون قد شجعت انتشار الانسان المجنون، وإلا فكيف نفسر هذه التهديدات باستعمال القنابل النووية بين الهند وباكستان؟ وماذا نقول عن فلسطين؟ افلا يمكننا ان نعتبر وجود اريال شارون وكل هؤلاء المجانين في الشرق الاوسط نتيجة من نتائج الفجوة الاوزونية في الطبقات العليا من الجو؟