أجمل الأحلام لم نحققها بعد!

TT

إلى الذين يخشون مع تقدم السن جفاف منابع الإبداع بداخلهم والتحسر على ضياع العمر دون أن ينجزوا ما قطعوا العهد على أنفسهم أن ينجزوه، نقول لهم إنه طالما في العمر بقية فلا بد أن نحشد طاقتنا لكي نكمل ما بدأناه وحتى تتكلل جهودنا السابقة بجهد إضافي يحقق لنا نجاحا آخر في سلسلة النجاحات التي أحرزناها ونحن في عنفوان الشباب وقوته.

وما يؤكد قولنا هذا أن الكاتبة دوريس ليسنج بعد أن بلغت الثمانين عاما استطاعت في خلال ثلاث سنوات فقط أن تنتهي من كتابة ثلاث روايات. ولو أنها استمعت إلى الذين يروجون لليأس بأنه لم يعد في العمر الكثير وعلى المرء الذي تقدمت به السن أن يركن إلى الصمت والسكون في انتظار ساعة رحيله ما استطاعت دوريس ليسنج أن تخرج للمكتبة العالمية روايات ثلاثا تضاعف إلى رصيدها الأدبي.

تدور أحدث رواية للكاتبة دوريس ليسنج «أجمل الأحلام» حول عائلة تعاصر أحداث ما بعد الحرب العالمية الثانية وحول حلم أو وهم الشيوعية بالقضاء على الفقر في العالم وبترسيخ مبدأ العدالة على الأرض.. ذلك الحلم الجميل أو أجمل الأحلام.

يتعرف القارئ في الرواية على منزل «آل كونراد» الذي يمتلئ بشخصيات متعددة كل شخصية لها قصة مختلفة، وتتراوح القصص بين الحب والكراهية وبين الألم والسعادة.. وبين الطموحات والأحلام المحطمة.

رواية «أجمل الأحلام» للكاتبة دوريس ليسنج هي الجزء الثالث للسيرة الذاتية التي تحرت ليسنج عدم كتابتها حتى لا تتسبب في إيذاء مشاعر أي من الأحياء والاستعاضة عن كتابة السيرة الذاتية بكتابة روائية تعبر فيها عن مشاعرها من خلال شخصيات غير حقيقية.

الطريف أن دوريس ليسنج التي تعد من أنصار الحركة النسائية لم تنس طوال دفاعها عن حقوق المرأة ومساواتها بالرجل موقفا طريفا بطلته إحدى صديقاتها التي أجهشت بالبكاء أمامها عندما علمت لأول مرة أن ميكروب الملاريا تسببه أنثى البعوض وليس الذكر الذي لم تستطع تحمله وتقبله.