إعادة انتخاب عرفات.. أو غيره!!

TT

خطاب الرئيس بوش بشأن الصراع في الشرق الاوسط يمثل اول موقف اميركي شامل وعادل من القضية الفلسطينية، فالمشروع الذي طرح خطوطه الرئيس بوش يتفق تماما مع المبادرة العربية في جوهرها، ومع الموقف الدولي وقرارات الشرعية الدولية، واهم من ذلك فإن هذا الموقف يتناقض ويتعارض مع الموقف الاسرائيلي الذي يرفض اي حوار حول الانسحاب الشامل من الاراضي المحتلة عام 1967 وهو ما طرحه الرئيس بوش، وعلى اساس قراري مجلس الامن الدولي 242 و338.

الرئيس بوش هو اول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يطرح فكرة الدولة الفلسطينية بحدودها الدولية التي اقر بها المجتمع الدولي، فلقد كرر رؤساء اميركان اخرون فكرة الدولة الفلسطينية ولكنها كانت دولة ناقصة، غير معروفة الحدود وهو ما كانت وما زالت اسرائيل تطرحه.

السلطة الفلسطينية رحبت بالخطاب وتحفظت على موقف بوش الداعي لتغيير السلطة الوطنية الحالية وايجاد قيادة بديلة، واجراء اصلاحات مقابل تعهدات بمساعدة السلطة، وسترتكب السلطة حماقة اذا اتخذت موقفا سلبيا من المشروع الاميركي، بل ان السلطة يجب ان تخطو خطوة عملية الى الامام تضع الادارة الاميركية في موقف محرج. وهذه الخطوة الضرورية والمطلوبة هي الاعلان عن انتخابات رئاسية وبرلمانية تحت اشراف الامم المتحدة حتى لا تعطي فرصة لأحد بالتشكيك في نتائجها، وما دامت السلطة تعتقد ان الرئيس عرفات هو الشخصية الفلسطينية التي يجمع عليها الفلسطينيون فلا بأس من اجراء انتخابات رئاسية يشارك فيها عرفات واي فلسطينيين اخرين يجدون لديهم الرغبة والكفاءة، وستكون نتيجة الانتخابات في هذه الحالة ملزمة ومحرجة للجميع بما فيها الولايات المتحدة، فلا احد سيطالب بتغيير قيادة منتخبة على غير الطريقة العربية، وباشراف دولي لا يعطي فرصة للتشكيك في نتائجها.

اشراف الامم المتحدة وربما مراقبين اوروبيين وغيرهم على انتخابات فلسطينية يجب الا ينظر اليه باعتباره انتقاصا للكرامة، بل ضرورة وطنية، فالفلسطينيون في حالة مخاض وطني لولادة كيان ودولة مستقلة، وكلما اعطينا لهذه الدولة بعدا دوليا وحصلنا على ضمانات دولية استطعنا حمايتها من البطش الاسرائيلي والتطرف الشاروني.

هناك انتقادات كثيرة بالفساد والتسيب في السلطة وهي ليست انتقادات من فراغ. والذين يتحدثون عنها ليس الادارة الاميركية بل كل متعاطف مخلص مع القضية الفلسطينية، وعلى الفلسطينيين، اجراء انتخابات نزيهة وحرة وباشراف دولي ينتخب فيها عرفات او غيره، لكن المهم ان هذا القائد الفلسطيني لن يكون محل خلاف او تشكيك.