بين الحرية والشتيمة

TT

بقدر ما نتشبث بحرية الرأي والتعبير والنقد، بقدر ما ندين اعلام الاسفاف والشتيمة، وخاصة عندما تستخدم بعض وسائل الاعلام الخليجية للاساءة للاشقاء من دول مجلس التعاون الى درجة ان انتقلت الشتيمة من الاحياء الى الاموات.

عيب ما تفعله بعض القنوات الفضائية الخليجية التي يديرها اشخاص تحوم حولهم علامات استفهام كبيرة، وليس لهم علاقة بالمنطقة، ويعملون بشكل منظم لتخريب العلاقات الخليجية عبر الاستفزاز والشتيمة والتشهير الشخصي الذي لا علاقة له بالحرية ولا بادب الحوار.

هناك من يقول ان هذه اجتهادات وأخطاء من بعض معدي ومقدمي البرامج، لكن التكرار الذي تحول الى سياسة ثابتة لا يمكن ان يفهم الا انه سياسة محددة يتم تطبيقها وليس مجرد اجتهادات افراد، واذا كانت المسألة مسألة حرية تعبير فلماذا تقوم بعض الفضائيات الخليجية بشتيمة الدنيا كلها بينما لا تتحدث كلمة واحدة عن الاوضاع الداخلية للدولة التي تبث منها، وكأنها محطة تم تأسيسها في جنة موعودة يسكنها ملائكة ولا علاقة لها بالبشر واخطائهم واجتهاداتهم.

لماذا يستغرب بعض الاشقاء من توتر العلاقات مع اشقائهم عندما تتفنن بعض الفضائيات في المبالغة والتشهير، ولماذا تتهم بعض الدول الخليجية بالعمالة لاميركا بينما يتم الصمت عن بناء اكبر مجمع عسكري خارج الولايات المتحدة للجيش الاميركي، ولماذا يتم الكلام والتركيز على القضايا بشكل انتقائي ومنحاز.

هناك احتمالان لا ثالث لهما، فاما ان تكون هذه المحطات تدار بالوكالة وملاكها لا يعرفون عنها شيئا ولذلك تستمر في تخريب العلاقات الخليجية والاساءة والردح ضد الاشقاء، واما ان يكون اهل هذه المحطات يعرفون كل شيء ويتابعون كل شيء ولكنهم فرحون بما يفعلون ويعتقدون انهم بذلك يأخذون دوراً اكبر من دورهم، وهذه كارثة حقيقية.

نعم، ندافع عن الرأي وعن الحرية، وهناك من اشقائنا من يغضب ولا يحتمل النقد، ولكن هذا شيء واللجوء الى الشتيمة والاسفاف والانتقائية شيء آخر، فالحرية مرتبطة بالمسؤولية، كلما زادت الحرية زادت المسؤولية وهذا ما تفتقده بعض محطاتنا التي اصبحت مهمتها التخريب وتفتيت وحدة المنطقة.