الأدلة السرية في الانتخابات الأميركية

TT

حرص المسلمون الاميركيون من خلال منظماتهم ومؤسساتهم ومراكزهم الاسلامية على الافادة من اصواتهم الانتخابية في التأثير الايجابي على مجريات انتخابات الرئاسة الاميركية في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. وقد عمدوا الى مناقشة القضايا التي تهم مجتمعاتهم المسلمة في الولايات المتحدة الاميركية بشكل خاص، والقضايا التي تهم مجتمعهم الاميركي بشكل عام مع مرشحي الرئاسة الاميركية وممثليهم. واذا كان الصوت الانتخابي المسلم لم يأبه به أحد من مرشحي الرئاسة الاميركية في السابق، الا انه اليوم اصبح رقما مهما في الخارطة الانتخابية لا يمكن تجاهله من قبل هؤلاء المرشحين الذين يتسابقون لكسب هذا الصوت من أجل وصولهم الى البيت الابيض الاميركي.

ولقد ادرك جورج بوش (الابن) المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية القضايا التي تتصدر دوائر اهتمام وهموم المسلمين في اميركا، حيث بحثها معهم واعدا بحل مشكلاتهم ما استطاع الى ذلك سبيلا. كما ان منافسه الديمقراطي آل غور أبدى حماسة في معالجة بعض المشكلات التي تواجه المسلمين في اميركا. ولكن بوش ذهب أبعد من منافسه في محاولة كسب الصوت الانتخابي المسلم، لا سيما ان عدد المسلمين في اميركا يتراوح ما بين 6 إلى 10 ملايين مسلم، وذلك باعلانه في احد البيانات التي يصدرها ضمن حملته الانتخابية انه يدين استخدام قانون الأدلة السرية لمجرد الاشتباه، وكذلك الملاحقات الجنائية في المطارات الاميركية. وهذه من القضايا التي تتصدر اهتمامات مسلمي اميركا وهمومهم.

كما ان بوش يكون بذلك اول مرشح رئاسي اميركي يناقش في حملته الانتخابية قضايا ذات اهتمام معين بالنسبة للمسلمين في اميركا. وقد اعلن انه سيؤيد اي قانون يحمي الحقوق المدنية والدستورية للمسلمين والعرب في الولايات المتحدة الاميركية، مشيرا الى ان الجميع متفقون على حفظ سلامة وامن المواطن الاميركي، وانها اعظم مسؤولية للحكومة، وانه سيعمل كل ما في وسعه لمعرفة الارهابيين الحقيقيين. ولكن لا بد من وضع حد للاساءة التي تحدث للمواطنين الابرياء. ولا بد من انهاء المضايقات التي تحدث للمسافرين في المطارات الاميركية نتيجة للاشتباه فيهم لمجرد انتماءاتهم الاثنية، مشيراً إلى أن ذلك خطأ كبير لا بد من معالجته بأسرع ما يمكن.

أما عن قانون الأدلة السرية فقد أوضح بوش انه منزعج للقصص التي سمعها عند تطبيق هذا القانون، وان الكثيرين رحلوا أو سجنوا بهذا القانون من دون ارتكاب جريمة، وهذا يتنافى مع الاعراف والتقاليد الاميركية. وقال بوش: ان آمن بلادنا وشعبنا مهم للغاية. ولكن هذا لا يعني تبرير الظلم واهدار الكرامة والحقوق المدنية.

اخلص الى ان بوش بدأت اسهمه في تصاعد في الفترة الاخيرة، كما ان العديد من المنظمات والمؤسسات الاسلامية الاميركية دعت الى دعم انتخاب المرشح الجمهوري على حساب المرشح الديمقراطي، لان الاول بدأ يطرح قضايا ذات صلة واهتمام بالمسلمين. وعلى الرغم من كل ذلك ترى بعض القيادات الاسلامية الاميركية عدم وضع البيض في سلة واحدة، وذلك حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه وتكون النتيجة وبالا على مسلمي أميركا.