إلى كازاخستان (1 ـ 2)

TT

الساعة الآن الثالثة صباحا ونحن في طريقنا الى مطار كوالالمبور حيث نقلع من هناك الى استانة، عاصمة كازاخستان. زمن الرحلة يقدر بتسع ساعات الى مكان شبه مجهول، بعيد عن خطوط السفر المألوفة. فمنذ ان استقلت الولايات السوفياتية الجنوبية وهي بالنسبة لنا لغز كبير مطلوب اكتشافه، ومع ان هذه المنطقة كانت ممرا مطروقا للرحالة والعلماء والتجار في عصر الدولة الاسلامية، اليوم تكاد تكون مجهولة في خريطة السياسة العربية، حيث يندر ان تجد لها ذكرا، كازاخستان وقيزقستان وطاجيكستان واذربيجان، لا تعرف من الزوار مندوبي الشركات الاميركية والاوروبية الذين اكتشفوا فيها «خليجا» آخر، بحيرة نفط واعدة. وفي هذا الاسبوع كان هناك تصريح لأحد مسؤولي شركات البترول الاميركية الذي يمتدح استثماره الاولي.. «لقد كانت نظرة حكيمة تلك التي رمت بنا هنا».

واستعير كلمته بدوري، انها نظرة حكيمة تلك التي تنقلنا الى كازاخستان الليلة. تسع ساعات طيران نتابع الامير سلطان بن عبد العزيز في رحلته الى بوابة آسيا الوسطى الاسلامية. يقول الامير سلطان عن اهتمامه بها انه لا بد ان نبادر ونسعى الى علاقة خاصة مع المجموعة الاسلامية في هذه المنطقة.. وهم بدورهم يرغبون في علاقة سياسية واقتصادية، وقد كان لزيارة وزير العدل السعودي من قبل اثر حسن، اذ نقلوا رغبتهم في فتح الباب.

كازاخستان بلد النفط والغاز والحديد والفحم والنحاس، مستودع كبير حتى للذهب واليورانيوم. وللامير نظرته «علينا ان نوزع فرصنا التعاونية والاستثمارية. وكازاخستان من الدول الواعدة». وبالفعل سبقنا الى هناك عدد من رجال الاعمال الذين درسوا المنطقة ولديهم الرغبة في البحث عن مكان مناسب. وكازاخستان منذ ان استقلت في 1991 عن الاتحاد السوفياتي انضمت الى 38 منظمة دولية وعاشت مرحلة مستقرة سياسيا في بحر مضطرب حولها.

ستكون استانة محطة جديدة علينا سياسيا واقتصاديا وفتحا جديدا في علاقاتنا. فعدا عن رابطة الدين التي تجمعنا بهم هناك رابطة النفط. القازاخستانيون سيكونون حلفاء مهمين وضروريين في معركة المستقبل التي يتوقع ان تشغلنا خلال السنوات المقبلة مع تزايد الطلب على النفط عالميا.

هذه هي الزيارة الاولى لكازاخستان والاولى لآسيا الوسطى، ورغم بعد المسافة وسوء المناخ وضعف الخدمات، تظل عملا سياسيا مهما.