موسم الإرهاب

TT

للفكاهة والظرف مواسم وموضات تتغير تغير الفساتين وتسريحات الشعر. يتزوج رئيس الدولة فتنتشر النكات عن الزواج ثم يهجر زوجته فتعم النكات والتقليعات عن الهجران والخيانات الزوجية. في الحروب نسمع نكات عن البطولات وتجار الحرب، في الأزمات تروج النكات عن القحط والجوع والأسعار. وهلمجرا. والآن ما هي الموضة؟ موضة الموسم هي الإرهاب. افتتحها غازي بن عبد الرحمن القصيبي بقصيدته الظريفة عن الإرهابي الصغير، حفيده سلمان التي بدأها بهذه الأبيات:

يعيش تحت سقفنا ارهابي يذيقنا غرائب العذاب وعمره ـ واعجبا ـ عامان عامان بالارهاب مشهوان اذا رأى نظارتي فشفشها وإن رأى جريدتي قرمشها يقيم حول غرفتي حصارا كأنه «شارون» اذا أغارا الى آخر القصيدة.

وسألوا الظريف الأمريكي الساخر عن رأيه في الارهاب فقال: «لا اشعر بأي قلق تجاه الارهاب. فأنا رجل متزوج منذ سنتين». طبعا انسب معظم ظرف الظرفاء الغربيين على حسابنا نحن العرب والمسلمين. ولكن كان من اظرف ما سمعت في هذا الصدد ومن اكثره عمقا وعدالة حكاية مراسل صحيفة النيو يورك تايمس الذي شاهد كلبا الزاسيا ضاريا يعض طفلا صغيرا دون ان يجرؤ احد لفك الطفل من انيابه. اخيرا تطوع شاب فهجم وصارع الكلب. مسك به من رقبته وظل يضغط على حنجرته حتى خنقه وانقذ الطفل البريء من انيابه. صفق له الجمهور على شجاعته ثم تقدم اليه مراسل الصحيفة الأمريكية الذائعة الصيت ليسجل بعض المعلومات عن الحادثة ويأخذ بعض التصاوير. واخيرا التفت الى الشاب وقال له «ستجد غدا في صحيفتنا الخبرعن هذا الحادث تحت عنوان: «شاب شجاع من نيويورك يخلص طفلا من انياب كلب عقور». قاطعه الشاب قائلا: كلا يا سيدي، انا لست من اهالي نيويورك ولا امت اليهم بأي صلة». فقال المراسل «آسف اذن. سأصحح العنوان واقول (مواطن امريكي شجاع يخلص طفلا من انياب كلب عقور)». قاطعه الشاب مرة اخرى وقال له: «العفو! انا لست مواطنا امريكيا بالمرة. انا مجرد سائح عربي مسلم في طريقي الى بلدي». شكره المراسل على تصحيحه وصدر الخبر بالفعل في اليوم التالي تحت عنوان: «ارهابي عربي اصولي يخنق كلبا لطيفا في نيويورك. الإف بي آي تقوم بتحقيقات عن أي علاقة له بمنظمة القاعدة».