مسلسل الشركات المساهمة!

TT

اصبح موضوع الشركات المساهمة وما يجري فيها كمسلسلات التلفزيون تذاع كل يوم ويتحدث عنها الناس صباح مساء ويتساءلون عن معناها والمقصود منها ولا يجدون اجابة من اصحاب المسلسل او منتجه اي الجهة المسؤولة عن الشركات المساهمة التي اعتبرت هذه الشركات لقيطا يجب التخلص منه، والتبرؤ من الصلة به، بل وحتى انكار وجوده.

وقد كتب الاستاذ علي محرق عن تجربته الشخصية الاليمة مع بعض هذه الشركات وهي شركات مشهورة وليست مغمورة وروى كيف ان الاقتصاد والارقام والحسابات قد تحولت عند هذه الشركات الى كلمات مثل: ألا تثق بنا؟ او فوت علينا بكره.. او خليها على الله! اي ان حسابات وفلوس المساهمين قد اصبحت حديث مصاحب، وجلسات مقاه ودردشة حبايب واصدقاء.. وهذا فتح في تاريخ الاقتصاد لم يسبقنا اليه احد.. ولا استبعد انشاء شركات تحمل اسماء جديدة مثل شركة «ثق بنا» المساهمة، او شركة «فوت علينا بكره» المحدودة تضاف الى نظريات «كينز» و«مالتس» في الاقتصاد.

لقد سمى الاستاذ علي محرق ما حدث للمساهمين في بلادنا بانه صدمة استثمارية، جعلتهم يذهبون الى الدول المجاورة او البعيدة لاستثمار اموالهم بعيدا عن الشركات الوهمية التي باعت للناس دخانا في الهواء.

وقد حدد الاستاذ علي محرق وسائل ضبط حركة الشركات ورقابتها ومحاسبتها حرصا على اموال المساهمين التي هي جزء من الاقتصاد القومي.. وهي في الدول الكبرى تمثل الاقتصاد القومي كله تقريبا.

كذلك كتب الاستاذ محمد العصيمي في نفس الموضوع بعنوان «قانون الطين والعجين» معلقا على ما كتبه عن الشركات المساهمة، وقال ان سياسة التطنيش او الطين والعجين قد تصلح بعض الوقت، ولكنها ستؤدي الى كارثة قريبة لانها تمس حقوق الناس واموال الناس ومصالح الناس.

وقد آليت على نفسي ان اتابع مسلسل الشركات المساهمة مهما بدا مملا او فيه مط وتطويل بلغة اهل التلفزيون.. فالحكاية لا يمكن حلها بالصمت العميق، ولا الاعتذار الرقيق.. نحن نريد ان نعرف كيف يريد المساهمون ان يعرفوا: أين ذهبت الفلوس.. او كيف دخلت الفلوس ثم خرجت ولم تعد.. وانني ارجو كل من له صلة بهذا الموضوع وعنده ما يقوله ان يكتب الينا لعلنا نستطيع حشد الرأي العام وراء هذه القضية الوطنية او هذا المسلسل حتى يتحدث ابناء الصمت عما جرى.