مواجهة الملفات المنسية

TT

العناصر المشبوهة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان كانت وما زالت قادرة على فتح جبهات عسكرية والقيام بعمليات تمرد وقتل ونهب ثم اثارة المواطن اللبناني ضد الفلسطينيين في لبنان وخاصة عندما يرى المواطن اللبناني كل هذا السلاح الثقيل في يد المسلحين، وعندما يقوم بعضهم بقتل عسكريين لبنانيين وبعمليات عسكرية كبيرة داخل المخيمات.

فلسطينيو الداخل يعانون الارهاب الاسرائيلي، ويقاومون المحتل، وكل جبهة تفتح في لبنان هي عملية اضعاف للصمود الفلسطيني في الداخل وخلط للاوراق السياسية واثارة لمشاعر كثيرة كامنة تحت السطح في الساحة السياسية اللبنانية.

بعض المخيمات الفلسطينية في لبنان تشبه القلاع التي لا ترى منها سوى اسوارها الخارجية، ووراء هذه الاسوار بطالة وفقر وضعف في الخدمات الصحية والتعليمية وحياة بائسة، ونفوس تعيش على حلم العودة الى بيوتها وقراها، وبدلا من ان تبذل القيادات والفصائل الفلسطينية جهدها وبشكل جماعي لتحسين حياة الناس ومساعدتهم، وضبط غير المنضبطين منهم، تقوم بعض هذه الفصائل المسلحة باعمال عسكرية تزيد من مأساة اللاجئين، وبعضها يتحالف مع قوى متطرفة ومشبوهة وخارجة على القانون من اللبنانيين ليجد لاجئو المخيمات انفسهم طرفا في تصفية حسابات مع السلطة اللبنانية التي تمتلك الحق كل الحق في المحافظة على الامن بعد تجربة مريرة من حروب وميليشيات غير لبنانية فوق ارض لبنان طيلة حرب اهلية اكلت الاخضر واليابس.

ملف المخيمات الفلسطينية في لبنان يحتاج الى حوار لبناني ـ فلسطيني يضع في الاعتبار التغييرات السياسية حتى لا توضع هذه المخيمات تحت قائمة الازمات المؤجلة، او الحروب الصغيرة المنسية، لنكتشف بعد فوات الاوان ان هناك نارا تحت الرماد، وان هناك امكانية لانفجار كبير يدفع ثمنه الجميع، وقد تعودنا في ثقافتنا العربية على نسيان او تناسي ملفات عديدة لا نعود اليها الا بعد «خراب البصرة» كما يقول العرب، وحين لا ينفع العلاج بعد ان تفاقمت الجروح.

بعيدا عن تفاصيل وجود جماعات «اصولية» ارهابية، او تفاصيل الحديث عن الفصائل الفلسطينية الرئيسية داخل المخيمات التي تقوم بضبط الامن ضمن رؤيتها للمسألة، فان ترك الامور تسير دون ضبط وربط لن يكون في صالح احد، خاصة ان افق السلام ما زال بعيدا، والمشكلة الانسانية للاجئين مسألة جوهرية، وحق اللبنانيين في ضبط امنهم مسألة لا يختلف عليها عاقلان.