من أحداث الأسبوع

TT

* ذهبت في هذا الأسبوع لحدائق كنسنغتن بلندن، لمشاهدة المعرض الليبي «الصحراء ليست صامتة» الذي ضم اعمالا فنية لسيف الاسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي. اتبعت الخريطة المرسومة على نشرة المعرض لتدل الناس على مكانه، فأنا من الناس الذين لا يستطيعون العيش بدون بوصلة وبدون خريطة. اعتمدت عليهما حتى في ليلة زواجي. وسأوصي بأن يضعوهما معي في كفني عند موتي لأعرف طريقي. ولكنني عندما وصلت هذه المرة الى المكان المعين تهت. فالخريطة تشير الى مكان المعرض شرق بوابة الكساندرا وطريق الرنغ. ولكنني لم اجده هناك. واحتجت الى ان ارفع عيني عن الخريطة لأكتشف انه في الحقيقة يقع غرب البوابة وليس في شرقها. لا اريد ان اسيء الأدب فأذكر القراء بما قلته سابقا عن معرفة الاتجاهات.

* هناك هوس عند الغربيين في هذه الأيام في تحويل الأبنية الهامشية الى مساكن ترف لسكن ابطال الرياضة ونجوم السينما والمسرح. هكذا حولوا المطاحن المائية والهوائية واسطبلات الخيل وزرائب البقر والخنازير والسجون والمستشفيات الى دور بيعت بمئات الألوف من اليوروات. آخر هذه التقليعات قيام احد الأثرياء بشراء مرحاض عام في منطقة دورست، جنوب انكلترا، بمبلغ 37000 باوند بعد مضاربة حادة في مزاد علني للحصول على ملكية هذه المرحاض. السر في شعبيته ان نافذته تطل على شواطئ شارموث الشهيرة بجمالها. مبروك للمشتري الذي لن يتردد في السفر بطائرة، وربما لن يتردد في بناء مطار دولي بجانب هذا المرحاض ليهرع اليه كلما لزمه ان يقضي احدى الحاجتين. هذا هو الترف والا فلا ترف في الدنيا.

* الأنباء من مصر تقول ان السلطات القت القبض على طبيب اسنان لقيامه باغتصاب فتيات قاصرات في عيادته. حدث ذلك في الوقت الذي مازال القضاء المصري ينظر في قضية مجموعة اللواطيين. وقبلها لا اذكر ماذا من الفضائح الاخلاقية ولا ما اذيع بعدها من مثل ذلك. يخلص المتابع لأحوال مصر بأن هذا البلد العربي الحبيب غارق في المباذل والمعاصي. ولكن الأمر ليس كذلك مطلقا. كل ما هناك ان لمصر صحافة تتمتع بقدر كبير من الحرية في مثل هذه المواضيع وقضاء مستقلاً لا يتردد في احالتها الى المحاكم علنا. كل هذه الفضائح واكثر منها تجري في معظم الدول العربية والاسلامية ولكن هذه الدول تسدل الستار عليها وتتظاهر بأن كل شيء على ما يرام. لا يوجد فيها لواطيون ولا شاذون ولا مغتصبون ولا حتى موظفون يرتشون ويسرقون. من يقرأ الصحافة العراقية مثلا يستنتج ان بلاد الرافدين بلد لا يموت فيه احد. فمنذ سنوات امر المسؤولون بشطب الموت من الصحف والغاء صفحات الوفيات.

* واخيرا اضطرت النجمة الغنائية الكولومبية/ اللبنانية «شاكرة» ان تغير لون شعرها الداكن وهي تعمل في الولايات المتحدة الى اللون الأشقر بعد ان ذاقت الأمرين من اتهامها بشتى التهم العنصرية بعد حادثة 11 سبتمبر لكونها مطربة من اصل عربي. سمعنا عمن اضطررن الى نزع الحجاب تفاديا من المعاكسات العنصرية. هذه اول حدوثة نسمع فيها عمن غيرن لون شعرهن. لحسن حظ شاكرة ان لون بشرتها ابيض، والا لاضطرت الى رش وجهها ويديها بمسحوق الطباشير.