من أحداث الأسبوع

TT

* هذا خبر ظريف من مصر. فقد قضت محكمة الاستئناف المصرية بعدم السماح لشريهان الحائزة ليسانس الحقوق بمزاولة مهنة المحاماة بحجة عدم جواز الجمع بين مهنتي التمثيل والرقص والمحاماة. حسب معلوماتي، ذهبت الكثير من الممثلات والراقصات للحج ولم اسمع من احد يقول لهن لا يجوز الجمع بين الاثنين. ولكن يظهر ان رئيس المحكمة الأستاذ محمد قانصو يعتبر مهنة المحاماة اسمى من الحج الى بيت الله الحرام. ويظهر ان رئيس المحكمة يريد ان يضع نقابة المحامين في منزلة الجنة عملا بقول الإنجيل ان من الأيسر لجمل ان يدخل من خرة ابرة من ان يدخل رجل غني الى ملكوت السماء. فهو يقول ان شريهان تملك عقارات في حي الزمالك الراقي في القاهرة كسبب من اسباب منعها من المحاماة.

هذا في الواقع قرار يعكس الفكرة العربية التقليدية عن الفنون في انها عيب يشين بصاحبه. فالمحامي يجوز له ان يزاول التجارة والمحاسبات ويترأس الشركات ويمارس الصحافة والزراعة والصناعة وعضوية البرلمان، ولكنه لا يجوز له ان يمارس التمثيل والرقص. ولكنني من ناحية اخرى اتفهم رأي المحكمة. فالعدالة العربية مرهفة الأحساس. حالما سيرى حضرات القضاة شكل شريهان امامهم ترافع وتدافع، تغمز بعينيها وتومئ بمعصميها وتتثنى بجانبيها، سيسقط سيف العدالة من ايديهم.

* لسوح القضاء والعدالة شؤون عجيبة. اذا كانت المحاكم المصرية لا تسمح بالجمع بين الرقص والمحاماة، فهي في الولايات المتحدة لم تسمح بالجمع بين السجن ولبس باروكة. فلسنوات ظل النائب الأمريكي جيمس ترافيكانت يسحر الكونغرس نساء ورجالا بشعره الجميل وتسريحته البديعة. لم يكتشف احد سره حتى احيل للمحاكم التي حكمت عليه بالسجن لثماني سنوات بجريمة الفساد. ما أن تسلمته ادارة السجن حتى اجرت فحصا جسميا عليه فاكتشفت انه كان يلبس باروكة. قامت فورا بمصادرتها. والآن المسكين جيمس ترافيكانت يعيش بين السجناء بصلعة لا تقل بهاء وسعة عن صلعتي.

* هل سمعتم بحكاية وليم تل، البطل السويسري الذي اشتهر برمي النبال وأمره الملك بأن يستعرض مهارته امامه بتصويب نبلة على تفاحة وضعها فوق رأس ابنه؟ دكتاتور البانيا السابق، انور هوكسا، فعل ما هو افظع من ذلك بكبير مهندسي الجيش الذي كلفه ببناء سلسلة من القلاع الكونكريتية المنيعة على امتداد الحدود. ما ان انجز العمل وحل يوم افتتاح الخط الدفاعي المنيع، حتى امر الزعيم الشيوعي بوضع المهندس المسؤول في احدى هذه القلاع واطلاق مدافع الدبابات على هذه القلعة للتأكد من حصانتها. لحسن الحظ كانت منيعة فعلا ولم يمت المهندس في العملية. رويت هذه الحكاية على اثر شروع النظام الحالي بتحويل هذه القلاع الدفاعية البالغ عددها 7000 قلعة الى اماكن سياحية يتفرج الناس عليها كمثال رائع على حماقات الانسان وبارانويا الحكام. فحتى اللحظة الأخيرة من حياته، كان انور هوكسا يتوقع من الغرب الرأسمالي ان يغزو بلاده ويقضي على نظامه. فيما كان هوكسا ينفق الملايين على بناء هذا الخط كان شعبه يفتش في الأزبال عن قطعة خبز يأكلونها.