الاختيار الأميركي

TT

يتوجه الناخبون الاميركيون الى صناديق الاقتراع غدا لاختيار الرئيس الاميركي الجديد في ما يعتبر اكثر انتخابات رئاسة اميركية تقاربا منذ اكثر من 40 سنة.

ويشير بعض المراقبين الى عدم وجود فروق بين المرشحين الرئيسيين، نائب الرئيس آل غور وحاكم ولاية تكساس جورج بوش الابن. غير ان الفحص الدقيق لبرنامجيهما يشير الى وجود اختيار حقيقي امام الناخبين في عدد من المجالات الهامة.

فمن الناحية الاقتصادية يقدم غور برنامجا يركز على ضرورة قيام الحكومة بدور اساسي في تقرير كيفية مشاركة ثمار الازدهار الاميركي، وهو بذلك يقف الى يسار بيل كلينتون الرئيس الحالي الذي ربما يدخل التاريخ باعتباره اكثر الرؤساء الديمقراطيين قربا من السياسة الاقتصادية للحزب الجمهوري. اما بوش فيحاول احياء السياسات القديمة للرئيس الأسبق رونالد ريغان التي ساعدت على تحرير الاقتصاد الاميركي بعد نصف قرن من النمو في القطاع العام.

وفي الوقت نفسه فإن المرشحين الرئيسيين منقسمان حول عدد كبير من القضايا الاجتماعية، فقد اعترف غور بحقيقة ان الكثير من الاميركيين يتبنون الآن اساليب معيشة بديلة لا تلتزم بالشكل التقليدي للاسرة. اما بوش فيتعهد باستخدام سلطة الرئيس للحماية والترويج لما هو معروف باسم القيم التقليدية.

وتوجد ايضا اختلافات بين المرشحين حول السياسة الخارجية والدفاع. فغور ملتزم بدور ناشط للولايات المتحدة في العديد من مناطق الصراع في العالم، بينما يصر بوش على ان الولايات المتحدة يجب ان تتدخل فقط عندما تتعرض مصالحها للخطر بوضوح. وعواقب مثل هذه السياسة يمكن ان تكون ضخمة في ما يتعلق باستقرار العديد من المناطق في العالم.

والاهم من ذلك فإن المرشحين، بالرغم من انتمائهما الى الشريحة العليا اجتماعيا يمثلان اسلوبا مختلفا تماما. فغور رجل يميل الى التدخل في التفاصيل ويتخذ كل القرارات بنفسه. بينما بوش يركز فقط على الصورة العامة. ومن نافلة القول ان المبالغة في كل من الاسلوبين قد تؤثر سلبا على اداء الادارة المقبلة.

وبغض النظر عن الفائز غدا في انتخابات الرئاسة، فإنه سيواجه قائمة طويلة من القضايا المحلية والخارجية. ان الولايات المتحدة اكثر ازدهارا واقوى اليوم مما كانت عليه اكثر من اي وقت مضى في تاريخها القريب. وللحفاظ على المستوى الحالي من الرخاء والاستفادة منه من اجل مصلحة اكبر عدد ممكن هو التحدي الذي سيواجهه الرئيس المقبل.