يدا جاكوب!

TT

في احيان كثيرة يسكن الأديب أو الفنان هاجس البحث عن التميز والتفرد، ويتجسد ذلك عند الراوي او الشاعر في محاولة جاهدة منه للاقتراب من منطقة مجهولة داخل نفس الانسان لم يتطرق اليها مبدع من قبل ليعمل فيها فكرة وتقنيات النوع الأدبي الذي تخصص فيه حتى يخرج على قرائه ومحبي كتاباته بالعمل الابداعي المتفرد الذي يلقى قبولا وترحيبا كبيرين خاصة من نقاد الأدب العارفين بسر صنعة الابداع. وهاجس البحث عن التميز والتفرد لا يقتصر وجوده عند الروائي او الشاعر فقد يوجد كذلك عند الفنان الممثل على خشبة المسرح او أمام كاميرات التصوير السينمائي والتلفزيوني.

أوصل هذا الهاجس الأديبين الامريكيين الدوس هكسلي وكريستوفر ايشروود الى كتابة رائعتهما الروائية «يدا جاكوب» التي كان من المقرر ان تتحول الى فيلم سينمائي لولا ان اوراق الرواية قد التهمتها النيران في أسوأ كارثة من نوعها حدثت بمنزل الروائي هكسلي في عام 1961 ودمرت منزله تدميرا شاملا.

وكان نبأ ظهور نسخة اخرى لرواية «يدا جاكوب» محفوظة في ملفات كريستوفر ايشروود وهو النبأ الذي تصدر العناوين الرئيسية للصحف الامريكية، قد أدخل السعادة الى نفس الممثلة الامريكية شارون ستون التي رأت في الرواية ما يحقق طموحها كممثلة تتميز على غيرها من ممثلات السينما بقدرات تعبيرية هائلة.

يستحق نبأ العثور على نسخة من الرواية اهتمام الأوساط الأدبية الامريكية وايضا اهتمام الممثلة شارون ستون العازمة على تحويلها الى فيلم سينمائي تقوم بدور البطولة فيه. فالرواية تدور احداثها حول جاكوب عامل المزرعة الطيب الرقيق البريء الذي يكتشف بالمصادفة ان لديه قدرة خاصة على شفاء الحيوانات. لكن ابنة صاحب المزرعة تنجح في اقناعه بمحاولة شفاء ساقيها، وبالفعل وباستخدام يديه نجح جاكوب في تحقيق حلم الفتاة بالشفاء وبالقاء عكازيها وما استتبع ذلك من استعادة قدرتها الطبيعية على السير على قدميها ونجاحها في ان تصبح مغنية أوبرا شهيرة.

يترك جاكوب المزرعة التي يعمل بها ويذهب لعلاج البؤساء من ذوي العاهات الذين لا يهتم بهم أحد في المدينة الكبيرة لوس انجليس وفي هذه الاثناء يلتقي جاكوب بابنة مستخدمه القديم وهي تغني على أحد المسارح، وتتعدد لقاءاتهما الى ان يعلن كل منهما للآخر عن حبه.

واذا كان في هوليوود من يخشى من ان تحويل الرواية «يدا جاكوب» الى فيلم سينمائي قد تجد فيه المؤسسات الطبية ما تعتبره اضرارا بمصالحها، فانه من الواضح ان الممثلة شارون ستون تشعر أنها عثرت على كنزها المفقود ولن تفرط فيه.. دعونا ننتظر ونرى!