التخفيف.. لا التخويف!

TT

آفات العالم العربي كثيرة.. ولكن لو سألتني ما هو اهمها او ابرزها او ابعدها اثرا في هذه الأمة، لقلت لك: التعليم.

ولو سألتني ثم ماذا لقلت لك: التعليم.

ولو سألتني ثم ماذا لقلت لك: التعليم.

فاذا لم ينصلح حال التعليم في مدارسنا فالمستقبل أسوأ من الحاضر.. فكيف ندخل المستقبل بشباب كان يكره المدرسة ويتنفس الصعداء اذا انتهى من دراسته وقد خرج منها صفر اليدين علما وثقافة.. حيث تم حشوها في رأسه بالعافية ثم افراغها امام المدرسة بمجرد الخروج منها.

الطفل الصغير الذكي يتحول الى شاب غبي، ثم الى رجل اشد غباء لأنهم طمسوا عقله بالتلقين.. وعلموه الخوف بالامتحانات .. وعلقوا له المشانق بالنتيجة.

ليس التلقين فقط هو الآفة ولكن كثرة المواد.. ماذا يفعل تلميذ الصف الأول الابتدائي او الصف الثاني او الثالث ليدرس سبع او ثماني مواد وعقله الصغير يقف عاجزا عن استيعاب الحساب.. والطبيعة والجغرافيا والتاريخ واللغة الأولى والثانية وغيرها.. ان العقل الصغير يتداعى امام هذه الاحمال الكثيرة الثقيلة.. فلا يستطيع التفكير ولا الابتكار ويستسلم للحفظ والتلقين.

ثم يأتي دور الممتحن الجبار، الذي يتفنن في البحث عن الاسئلة الصعبة ليوقع بالتلميذ المسكين ويجد لذة سادية في تعذيب العقول الغضة.

اعجبتني ما نشرته الصحف عن وزير التعليم في كوريا الجنوبية وهي من اكثر دول العالم تقدما في مجال العلم والتكنولوجيا.. اعجبني انه تقدم باعتذار الى آلاف الطلبة واولياء الامور لأن هؤلاء الطلبة وجدوا صعوبة في احد الاختبارات.. ثم مضى الوزير المحترم فقال: انني ادرك تماما حجم الألم الذي سببته هذه الاختبارات للطلبة وأسرهم وسوف يؤخذ هذا في الاعتبار.

لو كنت وزيرا للتعليم لاختصرت نصف مواد الدراسة في كل مرحلة من مراحل التعليم.. ومزقت كل كتاب الى نصفين.. وطلبت من المدرسين ان يعلموا الاولاد كيف يقرأون ويفهمون.. مطلوب التخفيف وليس التعذيب والا!!