يرحمكم الله

TT

في لقائه مع عدد من اعضاء لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب الأميركي قال الشيخ حمد بن جاسم وزير خارجية قطر ان الأميركيين لم يطلبوا «السماح لهم بهجوم من قطر على العراق، واذا طلبوا فسندرس الامر بجدية ولكن في الوقت الراهن لا يوجد أي قرار». كما وصف الشيخ حمد العلاقات الأميركية ـ القطرية بأنها «خاصة للغاية!!».

الشيخ حمد، الذي بدأ يتحدث بوضوح عن العلاقات الأميركية ـ القطرية وبدأ يتحدث بوضوح عن الوجود الأميركي في قطر، زار بغداد والتقى بالرئيس العراقي ولعله الآن بعد ان سمع الموقف العراقي مباشرة، وبعد اعلانه بأن العلاقات القطرية ـ الأميركية «خاصة للغاية»، نقول لعله يقول رأيه بوضوح في امكانية استخدام قاعدة العديد في أي عمل عسكري على العراق، ولعله يفسر لنا ما المقصود بقوله انه اذا طلب الأميركيون استخدام قاعدة العديد لضرب مواقع عراقية فان الامر سيبحث بـ«جدية»، وما هو المقصود بالجدية هنا، وهل هناك مزاح في قضية بهذا الحجم، وهل المقصود اننا لم نستخدم قاعدة العديد لضرب العراق لأن العمليات العسكرية لم تبدأ بعد؟ ألا يبدو الامر شبيها بسفر حمد بن جاسم في قطار فيسأله الصحافيون لماذا لم تقل للجالس الى جانبك «يرحمك الله» فيرد عليه بالقول «انه لم يعطس بعد!!».

لا شك ان سياسة الأشقاء في قطر قد دخلت مرحلة كبيرة من الارتباك بسبب الاصرار على ان يكون لديهم دور في كل قضية، وفي العمل السياسي وفي العلاقات الدولية تحديدا لا تستطيع ان تكون ضد كل القضايا ومعها في نفس الوقت، لا تستطيع ان تتحدث بكل المودة والالفة عن الاسرائيليين وتستضيفهم ثم تتحدث بنفس الطريقة مع ضحاياهم. ولا تستطيع ان تقول في بغداد ان الحديث عن استخدام قاعدة العديد ضد العراق هو من فبركة «من تعرفونهم» ثم تقول في واشنطن عكس ذلك. وبالتأكيد لا تستطيع ان تحتضن قناة فضائية وتصرف عليها وتكون مهمتها التحريض ضد «بعض الخليجيين» الذين تقول عنهم انهم يستخدمون اراضيهم ويفتحون اجواءهم للأميركان ثم تقيم اكبر مخزن سلاح للجيش الأميركي في الدوحة، واكبر قاعدة جوية لأميركا في المنطقة.

ألا تستحق المسألة شيئا من التأمل حفاظا على المصداقية؟