مطلوب عمل عاجل إزاء الاقتصاد العالمي

TT

عدم الاستقرار من اكثر العوامل التي تؤثر سلبيا على الاقتصاد الكوني، وهذا على وجه التحديد هو العامل الذي يجب على المستثمرين والمصرفيين والمستهلكين تخصيص الاهتمام اللازم به.

عدم الاستقرار يعتبر موضوعا مركزيا في آخر تقرير اصدره صندوق النقد الدولي عن الاقتصاد الكوني. آخر ما يمكن ان يتوقعه الشخص، إذن، هو عام آخر مما وصفه صندوق النقد لطفا بـ«الإنكماش».

قرار صندوق النقد الدولي الخاص بخفض توقعات الزيادة في معدلات النمو الاقتصادي من 4 الى 3.7 في المائة ربما لا يبدو تطورا دراماتيكيا، ولكن الحقيقة هي ان معدلات النمو الأقل ستترجم الى فقدان ملايين الوظائف وخسارة عدد لا يحصى من المستثمرين في اسواق الاموال، فضلا عن ان انخفاض معدلات النمو يعتبر انتكاسة لآمال الانتعاش الاقتصادي المتوقع بنهاية موسمين اقتصاديين متتاليين.

هناك ثلاثة اسباب للانكماش الاقتصادي، اولها يتلخص في عدم قدرة الاقتصاد الاميركي على العودة الى أدائه الذي اتسم خلال السنوات العشر السابقة بارتفاع معدلات النمو وانخفاض معدلات التضخم. فإدارة الرئيس جورج بوش ركزت على الحرب ضد الارهاب وتعمل الآن على تغيير النظام الحاكم في العراق وفشلت في ايجاد درجة من الثقة في جدوى سياساتها الاقتصادية، فضلا عن ان وزير الخزانة الاميركية، بول اونيل، اصبح رمزا باهتا في حكومة الحرب الاميركية ويفتقر الى أي افكار ايجابية.

السبب الثاني وراء الانكماش يتركز في الزيادة المثيرة في اسعار النفط الخام، التي يتوقع ان تستمر في الغالب في ظل التطورات بشأن النزاع حول العراق.

اما السبب الثالث، فيتلخص في ان اقتصادي كل من ألمانيا واليابان لم يستطيعا التخلص فيما يبدو من الحلقة المفرغة المتمثلة في معدلات النمو المنخفضة ونسبة البطالة المتزايدة.

الامر المثير للدهشة هو ان صندوق النقد الدولي لم يطرح أي افكار جديدة للتعامل مع الكساد الذي يلوح في الافق، لذا فإن الصندوق ناشد بخفض معدلات الفائدة، بيد ان هذا لا يعتبر حلا. فاليابان ظلت على مدى خمس سنوات تواجه معدلات فائدة قاربت الصفر من دون ان تحاول انعاش اقتصادها المحتضر. وفي دول الاتحاد الاوروبي وصلت معدلات الفائدة الى ادنى مستوى لها تقريبا.

ثمة حاجة لأفكار جديدة واجراءات عاجلة لمنع حدوث ركود عميق، وهذا يتطلب ان تجد ادارة الرئيس جورج بوش الوقت اللازم لقيادة عملية البحث عن عمل مشترك لمعالجة المسألة الاقتصادية، اذ يجب ألا تصرف مسألة العراق الاهتمام بالمشاكل التي تؤثر على العالم اجمع وتحدد في نهاية الامر فرص إعادة انتخاب الرئيس بوش بعد عامين تقريبا.