هواية جمع الحدائق العامة!

TT

انضمت هواية جديدة إلى الهوايات المعروفة بين الناس.. جمع الطوابع.. اقتناء العملات القديمة.. الكتب النادرة.. علب الكبريت.. إلى آخره.

والهواية الجديدة خاصة بمدينة جدة وهي هواية جمع أو خطف، أو اغتيال، أو سرقة الحدائق العامة.. وسوف يسجل المؤرخون أنه في القرن الخامس عشر الهجري، والثاني والعشرين الميلادي انضمت إلى هوايات البشر هواية خطف وسرقة الحدائق العامة، وضمها إلى الممتلكات الخاصة، وتحويل الخضرة والأشجار والورود إلى غابات من الأسمنت في شكل فيلات وعمارات وأبراج. والشيء الغريب أن يحدث هذا في بلد في أشد الحاجة إلى المساحات الخضراء، والحدائق والمتنزهات.

وقد كنت أسمع عن هذا كله ولا أصدق ما أسمع حتى تم اغتيال واختطاف وسرقة وضم حديقة قضيت فيها بعضا من أحلى سنوات عمري، وهي الحديقة التي كانت تقع أمام منزل الصديق الكريم الدكتور عبد الله يحيى بخاري عضو مجلس الشورى في حي الشاطئ بجدة. وأقول كانت تقع لأنها فعلا تحولت إلى فعل ماض، أو تحولت بالقوة الغاشمة إلى أرض تجردت من ثيابها الخضراء، وتحولت أو كادت تتحول إلى مجموعة من الفيلات في غيبة من النظام، ومن العدل، ومن الأصول، وتحت سمع وبصر المسؤولين في جدة دون أن يحرك أحدهم ساكنا ويوقف زحف البشاعة، والقبح على حياتنا.

إنني أتوقع أن يتحرك المسؤولون في الدولة لوقف هذا الاغتيال والعدوان قبل أن تصبح الحدائق كتلا من الاسمنت والطوب والحديد.

وأنا أعرف كما يعرف غيري «حب» المهندس عبد الله المعلمي للحدائق العامة، وحرصه عليها، واهتمامه بتوسيعها، والأدلة موجودة يتحدث بها الناس همسا أو علنا!!

يا معالي أمين مدينة جدة:

تدخل قبل أن تُسجل هواية جمع واقتناء واغتيال الحدائق العامة إلى تاريخك، فالتاريخ لا يرحم!

همس الكلام:

«الأستاذ عبد اللطيف الزابيدي.. شكرا على المعلومات الهامة، وأحيي فيك غيرتك على المصلحة العامة، وكثر الله من أمثالك.. وتأكد أنه لا يصح إلا الصحيح».