الشعراء في إخوانياتهم

TT

التقيت قبل بضع سنوات في الرياض بالشاعر السعودي الظريف حسن السبع وانشدني شيئا من اشعاره المؤنسة. لا ادري لماذا سموه سبعا، فقد كان جلها يشكو الى الله سوء المآل وفراغ الجيوب فأدرجتها تحت عنوان «الشعراء في افلاسياتهم». اطلعت مؤخرا على عينات اخرى من انتاجه الظريف يمكنني في هذا الظرف ان اعطيها عنوان «الشعراء في جوعياتهم» كان منها اربعة ابيات في هذا الموضوع التراثي الابدي الذي يزخر به ادبنا العربي: التطفل والمتطفلون.

ذهب سبعنا حسن مع صديق له لتناول وجبة عشاء في مطعم. خرج منها ولم يتمالك غير ان يردد مع نفسه:

وأتى لنا في مطعم فخم ، فاطعم وارتوى

وأتى على طن من الاكل الرفيع المستوى

لم يبق صحن ما غزاه مفرغا للمحتوى

حتى رأى كشف الحساب فغاب عنا وانزوى!

تطفل عليه صديق آخر وحل ضيفا عليه واثقل في الضيافة، وما ادراك بالضيف الثقيل:

قد حل ضيفا دون سابق موعد

فابد البشاشة وابتسم وتجلد

أجل مشاريع اردت قضاءها

من اجل قانون اللباقة للغد

واذا اراد الانصراف فقل له

(بدري! فقد آنستنا يا سيدي!)

لحسن السبع شعر حداثي كثير، ولكنه عندما يتعلق الامر بالأكل فالوداع للحداثة. وهو ما اعترف به صاغرا لاحدى الزميلات:

شمري لي عن ساعديك وجودي

ودعي عنك صرعة (الفست فودي)

واكبسيها رزا ولحما صريحا

او دجاجا يشوى على السفود

فأنا اعشق الحداثة شعرا

غير اني في مأكلي تقليدي

بدأت بذكر افلاسيات صديقنا الشاعر، فما اجدر بي ان انتهي بواحدة اخرى من افلاسياته اذ يقول:

اردت ان اكشخ ذات يوم

وان اصير من كبار القوم

فابتعت بشتا رائع التطريز

ليصبح الصعب علي (ايزي)

دفعت من قيمته الفين

نقدا، وباقي سعره بالدين

ثم بدت لي فكرتي سقيمة

فبعته، يوما، بنصف القيمة

فالبشت فوق شاعر صعلوك

كالسرج فوق بطة او ديك