صديقنا الجديد!

TT

«من فضلك اترك رسالة».. هذه عبارة كثيرا ما نستمع اليها عند اجراء مكالمة هاتفية مع زميل او صديق او قريب، فهل فكرنا لماذا يلجأ شخص ما الى ايصال جهاز تليفونه بشريط تسجيل لينوب عنه في الرد على المكالمات الهاتفية التي تأتيه وفي طلب ترك رسالة؟

ربما عندما يشعر الفرد منا بالاجهاد والضغط العصبي، فان آخر شيء يمكن ان يفكر في عمله هو لقاء الآخرين او الرد على المكالمات الهاتفية خشية تزايد شعوره بالاجهاد والضغط العصبي مما قد تنجم عنه عواقب صحية وخيمة.

الطريف ان احدى شركات الاتصالات البريطانية ابتكرت برنامج كومبيوتر يتصل بالتليفون والانترنت ويعمل بحيث يتلقى رسائل فقط بعد ان يكون برنامج الكومبيوتر قد حلل طريقة الشخص الذي يقوم بالكتابة على الكومبيوتر، وعن طريق هذا التحليل يمكن للبرنامج تقدير مزاج الشخص وقدراته على التواصل الاجتماعي، ثم بناء على ذلك يعمل على حماية الشخص من الاجهاد والضغط العصبي الذي قد ينجم عن الحديث مع آخرين لا يرغب في الحديث معهم في وقت معين.

والعامل الرئيسي في هذا النظام هو عامل الذكاء الصناعي، الذي يحصل على معلومات عن كل الاشياء التي يحبها او يكرهها الشخص الذي يعمل عليه، عن طريق مراقبة كل شيء يفعله الشخص وملاحظة ما اذا كان يبتسم عند الحديث عبر الهاتف مع شخص معين او يشعر بالعصبية والتوتر بعد انتهائه من الحديث مع شخص آخر.. وكل تلك الملاحظات التي يقوم الكومبيوتر بتسجيلها تجعله يتحكم في المكالمات الهاتفية والرسائل التي يستقبلها مسترشدا بردود أفعال الشخص السابقة.

ومن المنتظر ان يتم تطوير هذا النظام بحيث يعمل على تعبيرات الوجه عن طريق مراقبة الشخص وهو يعمل على الكومبيوتر، اما في الوقت الراهن فان النظام يركز على طريقة كتابة الانسان على الكومبيوتر سواء كانت كتابته سريعة وكثيرة الاخطاء او بطيئة ومتعثرة او ذات سرعة عادية، فاذا كانت الكتابة على الكومبيوتر بطيئة وفي استرخاء فهذا يعني ان مزاج من يعمل على الكومبيوتر يسمح له باستقبال مكالمات الآخرين واحاديثهم.