11 سبتمبر.. والخلافات الزوجية

TT

منذ جريمة الحادي عشر من سبتمبر 2001 ونحن ندفع الثمن غاليا، ولم يبق احد الا وركب فوق ظهورنا وراح يصرخ «امسك.. ارهابي»!!

قوانين عنصرية ضد المواطنين العرب في الولايات المتحدة باسم مكافحة الارهاب، وحرمان مئات الطلبة العرب من الدراسة في الولايات المتحدة باسم مكافحة الارهاب، وقمع للفلسطينيين على يد جيش شارون باسم مكافحة الارهاب، وتحالفات دولية جديدة، وصراعات دولية جديدة باسم مكافحة الارهاب!!

على قطار مكافحة الارهاب صعد عدد من النساء الاميركيات من المطلقات من ازواج سعوديين وبدأت حملة في محطات التلفزيون الرئيسية حول «اختطاف» ابناء الاميركيات في السعودية، وتحرك عدد من النواب، واغلبهم محسوب على اسرائيل، للربط بين الارهاب وبين الخلافات الزوجية التي تحدث في كل العالم وفي كل الثقافات.

شاهدت برنامجا في احدى القنوات الفضائية الاميركية مليئا بالقصص الشخصية التي لا تعرف صدقها من كذبها، والتي تتحدث عن خلافات شخصية بين ازواج وزوجات يكون الزوج فيها سعوديا، والزوجة اميركية، وهي قصص قديمة كانت تأخذ طابعا شخصيا وقانونيا من خلال المحاكم فتحولت بفضل تنظيم القاعدة وتفجيرات نيويورك وواشنطن الى قضية سياسية مرتبطة بالارهاب والتطرف.

هناك حالات مشابهة لالاف الاميركيات من ازواج عرب وافارقة واوروبيين ولكن هناك اصرارا على تسييس هذه القضية بالذات رغم ان عدد السعوديين المتزوجين من اميركيات والذين نشأت بينهم وبين زوجاتهم خلافات نسبتهم صغيرة جدا مقارنة بأكثر جنسيات الدنيا.

لنتصور ان الخلافات الزوجية في العالم تحولت الى قضية سياسية تقاس بجنسية الزوج او الزوجة، فهل يمكن ان يشهد العالم استقرارا سياسيا؟

وكم عدد الحروب التي ستشنها دول كبرى ضد دول صغيرة لتحرير الزوجات المطلقات او الابناء الذين يقعون ضحية هذه الخلافات، ولنتصور لو ان زوجا من احدى جمهوريات الموز تزوج من مواطنة بريطانية وصارت تهدده مع كل خلاف زوجي بالاتصال بتوني بلير لارسال الجيش البريطاني لتحرير الزوجة ولاحتلال بلد الزوج!

نعم هناك ثقافات مختلفة، وانظمة قضائية مختلفة، واديان مختلفة يلجأ اليها الناس في خلافاتهم، لكن ذلك شيء، واستغلال احداث 11 سبتمبر لتصفية حسابات مع السعودية هو شيء اخر يدخل في خانة تصفية الحسابات السياسية وليست الخلافات الزوجية.