اليقظة المطلوبة لمواجهة الخلايا النائمة

TT

الهجوم الذي نفذه كويتيان قالت تقارير من الكويت انهما متطرفان يشتبه في صلتهما بمنظمة «القاعدة» ضد جنود اميركيين، يثبت ان نظرية الخلايا النائمة التابعة لشبكة اسامة بن لادن صحيحة، وان هناك افراداً معظمهم من الشبان المغرر بهم مستعدين لتنفيذ عمليات ارهابية اذا تمكنوا من ذلك، فور تلقيهم تعليمات او توجيهات.

وما حدث في الكويت استمرار لسلسلة من الاعمال التي حاولت القيام بها شبكة بن لادن لإثبات انها ما زالت على قيد الحياة، وقادرة على التحرك بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول) وتصفية وجودها العلني في افغانستان بعد الحملة الاميركية، وقد ظهر ذلك في الهجوم الذي شنته في تونس منذ اشهر وقتل فيه عدد من السياح الاجانب، وفي تفجيرات قامت بها في العاصمة اليمنية بغرض تخويف الحكومة هناك للافراج عن عناصر معتقلة، وما زال التحقيق جارياً في حادث ناقلة النفط الفرنسية والذي اكدت السلطات اليمنية مبدئيا انه ليس عملا ارهابيا وذلك بعد ان قالت تقارير اولية انه هجوم مشابه لما حدث قبل عامين ضد السفينة الحربية كول في عدن.

دلالة هذه الاحداث هي انه ما زالت هناك خلايا نائمة لهذه المنظمة مستعدة للقيام باعمال وهجمات وتحتاج الى اليقظة، وليس شرطا ان يكون هؤلاء تابعين تنظيميا مباشرة لهذه الشبكة، فقد يكونون من الشبان المتحمسين المغرر بهم الذين يتهورون في اعمال لا تخدم سوى اعداء هذه الامة، وذلك وسط مناخ سياسي مملوء بعوامل التفجر نتيجة ما يحدث في الاراضي الفلسطينية.

وهذه الخلايا ستحتاج الى وقت لكي يتم كشفها والقضاء عليها مثلها مثل الكثير من المنظمات التي اتبعت نفس الاسلوب في السابق تحت شعارات سياسية او آيديولوجيات مختلفة نذكر منها الجيش الاحمر والألوية الحمراء او النجم الاحمر في المانيا واليابان وايطاليا او منظمة 17 نوفمبر في اليونان التي احتاجت سنوات طويلة لتفكيكها واعتقال قادتها.

وبدون شك فان الحملة الدولية ضد منظمة «القاعدة» فككت بنيتها الرئيسية، وافقدتها القاعدة التي كانت تتحرك منها بحرية وتدرب عناصرها فيها وهي افغانستان، وادت الهجمات الارهابية التي نفذتها في 11 سبتمبر الى كشف وجهها الحقيقي ونزع اي غطاء آيديولوجي عنها بعد ان ثبت ان احدا لم يلحق ضررا بالاسلام والمسلمين مثلما فعلت هذه المنظمة التي تتمسح بهذا الدين العظيم الذي يحرم قتل الابرياء وترويع الآمنين ويحض على التسامح والتعايش مع الاخرين.

ولن تغير هذه الاعمال شيئا لان السياسات والاستراتيجيات لا تتغير لمجرد عمل او اعمال ارهابية هنا او هناك، ولا تدعو هذه الاعمال الى شيء سوى اليقظة تحسبا لأي اعمال جديدة.