استغاثة من ليلى العثمان!

TT

لدولة الكويت تجربة ثقافية متميزة بجميع المقاييس، ولا يوجد مثقف عربي من المحيط الى الخليج لم يستفد من هذا النشاط الثقافي الضخم الذي يشمل عدداً كبيراً من المجلات والكتب والدوريات الثقافية والترجمة في الأدب والمسرح والندوات والجوائز وغيرها. وراء كل ذلك نخبة من مثقفي الكويت ومن مثقفي العالم العربي كله، وانفاق كريم على الكلمة المطبوعة في شتى صورها.

ولكن، ولا بد من لكن في اغلب الاحيان، تقع بقعة من الحبر الاسود على الثوب الابيض، ومن ذلك ما حدث مع الكاتبة الكويتية اللامعة ليلى العثمان ومع روايتها «العصعص» على وجه التحديد!!

وكنت قد كتبت في هذه الزاوية منذ اسابيع مشيداً بالرواية، وتفضلت الكاتبة فأرسلت لي فاكساً تشكرني، ولم اكن استحق شكراً على ما كتبت. وعلى كل حال فقد ضاعت كلمات الشكر امام سيل من الألم والشكوى مما حدث لروايتها. وما حدث هو مفاجأة بجميع المقاييس، ذلك ان حرس حدود الثقافة في الكويت منعوا رواية ليلى العثمان من دخول الكويت وبهذا اتضح ان نزار قباني كان على خطأ عندما قال ان الكلمات لا تحتاج الى تأشيرة دخول!!

وتقول ليلى في رسالتها الحزينة: تصور،. حتى اليوم ومنذ اربعة شهور من صدور الرواية ما تزال وزارة الاعلام (الرقابة) محتارة.. هل تجيز الرواية ام تمنعها، لقد اجازت الرواية لجنة مكونة من ادباء كبار ولكن بعض موظفي الرقابة من ذوي الايدي المرتعشة رأوا ان لجنة كبار الأدباء والمثقفين اخطأوا بالاجازة لأن الرواية تحتاج الى اجازة مع طمس، وعندما سألت ماذا يعني الطمس افادوا بأن علي ان امسك بقلم من الحبر الشيني الاسود واطمس بعض السطور والأسماء والكلمات، وهكذا يصبح الكتاب المحترم اشبه بمجلة جنسية تمتلئ بالصور العارية.

وتقول ليلى في رسالتها: أشرف لي ولروايتي ان تمنع ولن اطمس حرفاً او جملة ولن اشوه لحمي ودمي وعصارة روحي.

وتقول ليلى: انني ام لستة ابناء كبروا ونضجوا وعملوا، ولا اظن انني يمكن ان اكتب حرفاً يسيء الى عواطفهم او افكارهم.

ويا عزيزتي ليلى، ان حرس حدود الثقافة هو الحرس الوحيد الناشط في عالمنا العربي.. اما بقية الحراس ففي سبات عميق.. وكل رواية وأنت طيبة.