المحرضون على القتل

TT

كشفت التحقيقات التي وصلت اليها الاجهزة الامنية الكويتية ان شبابا يافعين من بينهم طالبان في الجامعة تورطوا في العملية العسكرية ضد القوات الاميركية، وان زعيمهم قد بايع بن لادن في افغانستان على «الجهاد» ضد ما يسمونه باليهود والنصارى.

في معظم الدول العربية يكون الشباب والطلبة وقودا للفكر المتطرف، وتمارس معظم هذه الدول خطأ التركيز على مرتكبي هذه الحوادث مع نسيان اولئك المحرضين للشباب ممن يشحنونهم بالافكار المتطرفة في المساجد والمدارس واحيانا عبر الاعلام الرسمي بافكار لا علاقة لها بالاسلام ملخصها اننا في حرب مستمرة مع الاديان الاخرى، وان العالم كله متآمر على الاسلام، وان قتل اصحاب الديانات الاخرى واحتقارهم هو عمل جهادي.

هناك دعاة وقادة اسلام سياسي يكتبون في الصحافة وعبر الفضائيات افكارا شاذة وخارجة، وهؤلاء يحرضون الشباب ويشحنونهم ويدفعونهم الى التضحية بأرواحهم، بينما يجلس هؤلاء الدعاة يقبضون رواتبهم من ميزانيات الدولة ويتفرجون على منظر القتل بل ويباركونه.

الحملة التي شنتها وزارة الاوقاف الكويتية ضد الفكر المتطرف عبر خطبة الجمعة الماضية هي نوع من الصحوة المتأخرة المرتبطة بحادث اساء الى الكويت وأمنها القومي، وكان يفترض ان يكون مثل هذا الكلام جزءاً من حملة منظمة في كل المساجد والمدارس على امتداد العالم الاسلامي تنبيها للناس من فكر الخوارج الجدد، وحماية للشباب والمراهقين من فكر بعض الجماعات والدعاة الذين ينشرون افكارهم الشاذة في كل المواقع ولا احد يفكر في ايقافهم ومنعهم من هذا الشذوذ.

اثناء حملة تجنيد الشباب العرب لما كان يسمى بالجهاد الافغاني جاء احد الخطباء الى منزل احد الشباب لاقناعه للذهاب الى كابول للجهاد وراح يشرح له حلاوة الاستشهاد في سبيل الله، فما كان من الشاب الا ان سأله لماذا لا يذهب هو ويستشهد ما دام يعرف حلاوة الاستشهاد فاجابه الخطيب بانه قد استشهد «علي يدي» ثلاثة شباب حتى الان وهذا يعتبر نوعا من الجهاد.

المحرضون على العنف وعلى الكراهية عبر منابر المساجد والاعلام الرسمي والمدارس لا يقلون خطورة عمن يرتكبون العنف، بل هم اخطر، ففي احيان كثيرة يكون الشباب والمراهقون وقودا لحطب يشعله هؤلاء والنتيجة مئات من الضحايا، ومئات يقبعون في غوانتانامو، واساءة للاسلام ما بعدها اساءة.