وجعلناكم شعوبا وقبائل

TT

كثيرا ما يؤدي تفاوت المفاهيم والمعارف والخلفيات بين الشعوب الى مقالب مضحكة آنا ومؤسفة آنا. يعرف ذلك كل من اعتاد على السفر. الضحك على الأقليات والقوميات المجاورة جزء من هذه الظاهرة. الانجليز يضحكون على الأرلنديين والعراقيون على الأكراد، وفي هذه الأيام على الدليميين، والمصريون على الصعيديين وهكذا. استغل الساخرون ذلك فجادوا علينا بشتى النكات والطرائف في المقارنة بين الشعوب. ولعل المقارنة بين روح النكتة عند الشعوب تعطينا خير مؤشر على ذلك.

قالوا انك عندما تروي نكتة للإنجليزي فإنه يضحك عليها ثلاث مرات. مرة مجاملة عندما ترويها له. ومرة ثانية عندما تشرحها له. ومرة ثالثة عندما يفهمها. الألمان يضحكون مرتين. الأولى مجاملة عندما ترويها لهم. والثانية عندما تشرحها لهم. ولكنهم يبقون عاجزين عن فهمها. الفرنسي يضحك مرة واحدة. تروي النكتة له فيفهمها ويضحك ينتهي الأمر. الأمريكي لا يضحك ولا مرة. لأنه يكون قد سمعها قبلك.

وهذه نكتة طالما سمعتها مرارا في المقارنة بين شتى الشعوب المجاورة. سمعتها اولا عن مصر في زمن عبد الناصر. انها نكتة تعبر عن قمع حرية الفكر. اخيرا سمعتها عن كلب عراقي صادفته كلاب ايرانية ورأته يجري هاربا نحو حدود بلادهم. قالوا له، يا مجنون ما الذي يجيء بك الى هنا؟ الا ترى اننا نموت جوعا في ايران؟ قال «اريد شوية أنبح».

وهي نكتة جاءت بشكل مختصر عن نكتة اوربية في العهد السوفيتي. قالوا ان كلبا فرنسيا اجتمع بكلب روسي وكلب بولوني وكلب انجليزي. راحوا يتبادلون التعليقات ويقارنون بين حياتهم في دولهم المختلفة. راح الكلب الفرنسي يتذمر كعادة كل الفرنسيين فقال، «الله يلعن ابو هالحياة!» الواحد الكلب يقضي الليل كله بالنباح حتى يحصل على قطعة لحم يسد بها جوعه. نظر اليه الكلب الأنجليزي وقال: «ماذا تعني جوع؟» وقبل ان يشرح له الكلب الفرنسي ذلك، قاطعه الكلب البولوني وقال «ماذا تعني بلحم؟» ثم انبرى الكلب السوفيتي وسأله: «وماذا تقصد بنباح؟»

اخيرا وصلت تقليعة اخرى على هذا الغرار بالأشارة الى مؤتمر جوهانسبرغ الذي عقد مؤخرا بصدد البيئة والمساعدات الخارجية للشعوب الفقيرة. لم يتمخض عن المؤتمر أي شيء عملي في هذا الخصوص. قال الساخرون ان السبب في ذلك كان سببا لغويا.

فقد طرح الموضوع على الوفود المجتمعة بهذه الصيغة: «يرجى لطفا بيان رأيكم بصدق في حل مشكلة نقص الغذاء في بقية العالم؟» لم يمكن الوصول الى أي اتفاق وكان السبب هو ان:

لم يفهم الأفارقة المقصود بكلمة غذاء.

لم يفهم الأوربيون المقصود بكلمة نقص في الغذاء.

لم يفهم الروس المقصود بكلمة «رأيكم».

لم يفهم الأسرائيليون المقصود بكلمة «حل».

لم تفهم وفود امريكا اللاتينية المقصود بعبارة «يرجى لطفا».

لم يفهم العرب ما تعنيه كلمة «صدق».

لم يفهم اعضاء الوفد الأمريكي المقصود بعبارة: «بقية العالم».