غازي القصيبي.. والعود أحمد!!

TT

اخي غازي...

ما احلى الرجوع الينا. عدت الينا الى هذا الوطن العزيز، فمرحبا واهلا وسهلا بك، عائدا على صهوة قصيدة، ولا يضرك ان عدت في رابعة النهار او في ظلام الليل.. فقد عدت رجلا ـ كما كنت دائما ـ يحسن قول الحق ولو كان مرا.. وعشت كريما في نادي الضباب.. وحاولت ان تنظر من خلال الغيوم الى ضوء الحقيقة.. وهذا ما اغاظ الكثيرين.. وحسدك عليه الحاسدون، حتى بعض الاصدقاء الذين رأوا في القصيدة فتحا جديدا وشهادة شهمة. ولا يضيرك من يغمز ويلمز.. فقد كانت كل حياته غمزا ولمزا.. وشهد له التاريخ بألف موقف وموقف.. يتبدل ويتغير حسب الظروف.. ولا يحسن قول الحقيقة.

أخي غازي..

ان القصيدة التي عدت على صهوتها كانت اجمل تعبير عن هذا الموقف الذي نحن فيه. فلم يعد هناك الا حصاة تقذف من طفل هنا وهناك، او فتاة تتمنطق بحزام ديناميتي تدافع به عن كرامة الامة، فتقهر باستشهادها عدو الله وعدوها، فكانت شهادة حق.. وكلمة حق.. وانا من الذين يشهدون لك بأن حياتك في لندن كانت صفحات مشرفة لهذا الوطن.. ومثلته خير تمثيل.. وصلت وجلت وعبَّرت بالكلمة الطيبة عن هذا الوطن العزيز.. وتحركت يمينا ويسارا برأس مرفوع ووسط لم يهتز على صعوبة اهتزازه.

فهنيئا لك.. وتحية من الاعماق واننا لنهنئك على هذه العودة الكريمة.. ولا يحزنك ما قيل او يقال.. فلك في نفوسنا جميعا كل حب وتقدير.. ونحن اعلم بحقيقة ما جرى.. والشهادة نقدمها بين يدي الله انك عبرت بصدق عن مشاعرنا جميعا.. وكان لا بد من تضحية.. لا اقل من كونها كلمة حق في هذا الخضم الصاخب وهذا البلاء الذي احاط بنا من كل جانب.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. فأهلا بك ومرحبا.. وقد عدت.. والعود احمد.

* وزير الاعلام السعودي السابق