تشويه للقضية الشيشانية

TT

كأن المطلوب من الشيشان تأكيد نظرية «الليكوديين» في اسرائيل وبعض العواصم الغربية بأن استهداف المدنيين اصبح السمة الغالبة على الحركات الاستقلالية في العالم!

وكأن المطلوب من الشيشان تقديم حجة أخرى للقائلين ان الارهاب اصبح من اختصاص الحركات المقاومة للاحتلال، تفاجئ عناصر من المقاومة الشيشانية العالم باحتجاز نحو ثمانمائة مدني رهائن لقضيتها في احد مسارح العاصمة الروسية، موسكو.

قد تكون صحيحة ذريعة الشيشانيين بأن العالم كان بحاجة الى «تذكير» بقضيتهم بعد ان كاد يتناساها، وبعد أن انقضى عقد كامل تقريبا على معاناتهم في ظل المواجهات الدورية مع القوات الروسية في بلادهم، ولكن استهداف مدنيين بينما يشاهدون مسرحية، لهذا «التذكير» لا يشكل خطأ سياسيا فحسب بل تشويها غير محسوب للقضية الشيشانية نفسها.

بيد ان عملية مسرح موسكو ليست اول عملية احتجاز مدنيين تنفذها الجماعات الشيشانية. وتجارب العمليات المماثلة في السابق اثبتت أن دولة كبرى مثل روسيا لا تؤخذ رهينة في هذه العمليات، بل على العكس تزداد تصلبا في موقفها.

لذلك يجوز التساؤل ليس فقط عن الهدف من هذه العملية وجدواها بالنسبة للقضية الشيشانية نفسها، فسواء فجّر المحتجزون أنفسهم أم نفذوا وعيدهم بقتل الرهائن، فإن المردود السياسي لعملهم لن يوازي المردود الاعلامي السيئ له.

إلا ان ذلك لا يعني، من ناحية أخرى، ان من مصلحة روسيا ابقاء القضية الشيشانية من دون حل يكون موضع قبول من جميع الاطراف.