ليس عيبا!

TT

يشكو الشباب من الجنسين في معظم دول العالم من صعوبة العثور على شريك الحياة المناسب الذي بغيره لا تكون هناك اسرة او استقرار او اطفال، والزواج للمرأة والرجل اصبح الآن أملاً بعيد المنال يصعب الوصول اليه وتحول دونه الكثير من المصاعب والعراقيل.

والرجل الذي يريد ان يكون اسرة من الضروري ان يكون مستعداً الاستعداد الكافي من ناحية حيازته العمل والمال والشقة، قبل ان يكون مستعداً من الناحية النفسية للتقدم الى خطبة احدى الفتيات، لكن درجة استعداد الرجل بالمركز الأدبي والمال والشقة تختلف باختلاف ما قد تطلبه اسرة الفتاة من عريس ابنتها من مطالب، فقد تحكم اسرة العروس على احد المتقدمين لخطبة ابنتها بأنه لائق من الناحية المادية وعلى متقدم آخر بأنه غير لائق مادياً.

ولقد ترتب على مغالاة اسر الفتيات في الشروط الواجب توافرها في العريس المتقدم لها ان ارتفع سن زواج المرأة والرجل كثيراً عما كان من قبل، واصبح من الامور العادية جداً في كثير من الدول الفقيرة وحتى الغنية ان نرى فتاة او رجلا قد تجاوزا الثلاثين من عمريهما من دون زواج.

كل هذه الظروف الصعبة التي تحيط بالزواج وفرت المناخ المناسب لظهور مكاتب يلجأ اليها الرجل والمرأة على السواء، لكي يتركا فيها بياناتهما الشخصية ومواصفات شريك الحياة المرتقب، وبعد ذلك يأتي دور هذه المكاتب التي تقوم بفحص بيانات كل متقدم ومتقدمة ثم ايجاد الشخصين المناسبين لبعضهما البعض، من حيث مطالب كل منهما في شريك الحياة الذي يريده.

وهذه المكاتب الحديثة تقوم بدور مشابه لدور الخاطبة في العقود السابقة ولكن مع بعض الاختلاف، فالخاطبة القديمة امرأة جاهلة تحاول قدر المستطاع من خلال الصور الفوتوغرافية التوفيق بين شاب وفتاة من المعارف او الجيران، اما مكتب الزواج او الخاطبة الحديثة فهو مؤسسة مرخص لها العمل في هذا المجال ويتبع طرقاً اكثر حضارية من الخاطبة القديمة، وبعد ان يقوم مكتب الزواج بايجاد الشخصين المناسبين لبعضهما يبدأ في العمل على اتاحة الفرصة لتعارفهما من خلال لقائهما معاً فاذا ارتاح كل منهما للآخر يكون ذلك اول الطريق الى الزواج.

ولقد اتضح ان الزيجات التي تتم عن طريق مكاتب الزواج الحديثة يكتب لها النجاح، ربما لأنها ليست تقليدية من حيث عدم تدخل الاهل، فضلاً عن ان العاطفة لا تتحكم في اتخاذ القرار الذي يكون للعقل دور كبير فيه، واذا كان البعض يتردد في ان يخوض البحث عن زوجة بمساعدة مكاتب الزواج لاعتقادهم بأنه يحتوي على شيء من مهانة عندما يقوم الشخص بعرض نفسه في سوق الزواج، الا ان الذي لا يعلمه الكثيرون ان معظم الزيجات التي تتم من خلال هذه المكاتب يكتب لها النجاح، لعلنا في البلاد العربية نكرر التجربة، ولعل الراغبين في الزواج يتقدمون فليس عيباً ان نعرض انفسنا في سوق الزواج، العيب ان نرضى بالعنوسة، رجالاً ونساء.