مجدي العمروسي!

TT

توفي عبد المجيد العمروسي المحامي الشهير بمجدي العمروسي وانطوت بذلك آخر صفحة في شركة «صوت الفن» التي انشأها العمروسي مشاركة مع الموسيقار عبد الوهاب والمصور وحيد فريد ثم عبد الحليم حافظ. وكان مجدي العمروسي يقول لي انه عندما رتب خروج الشركاء من الشركة بالوفاة فقد رشح عبد الوهاب اولاً، وعبد الحليم حافظ آخراً، ولكن المقادير كان لها رأي آخر، فقد مات الاخير قبل الاول، ثم وحيد فريد، ثم مجدي منذ ايام. وقد عرفت العمروسي عن طريق صديقي الكبير الراحل الشيخ علي شبكشي الذي كانت تربطه بعبد الحليم ومجدي العمروسي صداقة امتدت سنوات طويلة، وقد ظهر الشيخ علي في احد افلام عبد الحليم حافظ وأظنه فيلم «أيامنا الحلوة» وكانت ايامهم حلوة فعلاً، وقد استمعت منهم جميعاً ذكرياتهم عن تلك المرحلة التي شهدت توهج عبد الحليم وصعوده الى القمة!!

وحكى لي «ابو حسين» انهم بعد حفلة اقامها عبد الحليم في الاسكندرية عام 1955 كانوا عائدين معاً بسيارة الشيخ «الفولكس» في الطريق الصحراوي، وحدث ان تخلف عبد الحليم عن العودة، وركب العمروسي بجوار الشيخ الذي قاد السيارة حتى اقتربا من القاهرة حيث صدمتهم سيارة نقل فانقلبت الفولكس وخرج العمروسي سليماً وخرج «ابو حسين» بساق مكسورة ظل يعاني منها حتى وفاته في العام الماضي. في جدة كان عبد الحليم ومجدي ضيفين دائمين على الشيخ، وفي القاهرة كنا ضيوفا على مائدة العمروسي في برج الزمالك قبل ان ينتقل بعد ذلك الى الجيزة.

ولست اذيع سراً انه حدث خلاف بين الصديقين منذ اعوام، وقد تألم الشيخ كثيرا عندما اصدر العمروسي كتابه عن عبد الحليم حافظ، «أعز الناس» ولم يذكر اسم الشيخ في سطر واحد، وطالما اشتكى «ابو حسين» لي، وعلاقة هؤلاء الثلاثة تستحق ان تروى، وقد أرويها في وقت آخر. رحم الله الجميع.