من أحداث الأسبوع

TT

* صرح القيادي في «القاعدة» أبو زبيدة فقال إن خبراء القاعدة طوروا سترة كأي سترة اعتيادية سوى أن بطانتها من مادة متفجرة ما إن يوصلها الفدائي بالسلك حتى تنفجر بما يضمن سقوط طائرة بكل من فيها. وأعطى تفاصيل لتكنولوجيا كاملة في ميدان انتحار الفدائي. إنها بكلمة واحدة تكنولوجيا الانتحار. لم يذكر الشيخ أبو زبيدة ما إذا كان العاملون في «القاعدة» قد أعدوا سترة تكفي لتدفئة أولادهم وأولاد كل هؤلاء الفلاحين المدقعين ونحن على أبواب هذا الشتاء القادم. لا يملك المرء، أو بالأحرى المرأة غير التساؤل أهذا كل ما تجود به قرائح العلماء الأصوليين؟ الله يرحم الرازي وابن سينا.

* قامت الممثلة الأميركية ليزة كدرو بعملية تجميل لتقصير أنفها. كانت قد أجرت على نفها عملية سابقة ولكن النتيجة كانت أن أعطتها أنفا معقوفا على هيئة الأنوف السامية اليهودية. لا أدري كيف فلت ذلك على المنظمات الصهيونية في أميركا ولم يتهموها بمعاداة السامية ويعتبروا إجراء مثل هذه العمليات لتقصير الأنف الطويل المعقوف عملا معاديا لليهود. ففيه إهانة للجمال اليهودي والمرأة اليهودية. ربما لديهم خطط اخرى لم يكشف عنها بعد. وهو أن يجعلوا عن قريب المنخار الطويل من آيات الجمال. وعندئذ ينقلب كل شيء فنرى السيدات تتهالك على صالونات التجميل وعيادات العمليات الكوسمتيكية لتطويل أنوفهن.

* قدمت وزيرة المعارف البريطانية استيلا موريس استقالتها من منصبها بكلمات اعترفت فيها بفشلها في أداء مهمتها. وجاءت استقالتها بعد سلسلة من الإخفاقات والمطبات التي وقعت فيها بعض الوزيرات البريطانيات، بمن فيهن أدوينا كاري. جعلت بعض المراقبين يثيرون هذا السؤال البغيض: هل المرأة أقل قدرة فعلا من الرجل في أداء المهمات الخطيرة والشائكة؟ جاءت استقالتها نكبة صغيرة بالنسبة للداعين والمؤمنين بمساواة المرأة. ولكن يؤسفني أن أقول إنني أرى عكس ذلك تماما. إنها خطوة تجعل المرأة أنبل وأصدق وأخلص من الرجل في أداء عملها. فالحقيقة أن كثيرا من وزراء توني بلير قد أظهروا عجزا وإخفاقا وإساءة أكبر، ولكن أيا منهم لم يظهر حسن الطوية والنقد الذاتي الذي أظهرته استيلا موريس. ظلوا يقاومون غضب الرأي العام. لم يعترفوا بأي تقصير، واستمروا في منصبهم. ولماذا نذهب إلى بريطانيا في ذلك. عالمنا العربي مليء بالرؤساء والوزراء الذين فشلوا ودمروا بلدانهم وما زالوا يرفضون الاعتراف بخطئهم أو يظهرون من الشجاعة والشعور بالمسؤولية ما يجعلهم يتفضلون علينا باستقالاتهم. ربما نحتاج إلى شلة من النساء نوليهن علينا لهذا الغرض. فالمعروف سلوكيا وعلميا أن المرأة أقدر على الاعتراف بالخطأ من الرجل.

كلما انتابني الكآبة حيال أحوال مجتمعنا العربي بادرت إلى إلقاء النظر على ما يجري عند سوانا في العالم الثالث. وهذه نصيحة أسوقها لمن تنتابه نفس المشاعر، بل وأشير بها على السادة المسؤولين عن أجهزة الإعلام وتظليل الجمهور. يا جماعة لا تحاولوا أن تدعوا بالخير والمجد والسؤدد لبلادكم. الجمهور يعرف أن الواقع يكذب ما تقولون. ولكن ركزوا على ما يجري في البلدان التي تشاركنا مصيرنا وأحوالنا، بلدان العالم الثالث. في الهند هجم الجمهور على جماعة من الداليت (اللامساسيين أو المنبوذين) وقتلوا خمسة منهم لأنهم اشتبهوا بأنهم ذبحوا بقرة وسلخوا جلدها. لا أحد عندنا في عالمنا العربي يقوم بمثل ذلك. لدينا رجال يذبحون بناتهم من الوريد للوريد ولا يتعرض أحد لهم، بل يهلل ويكبر لهم ذووهم.