رئيس أقوى .. خطاب مختلف؟

TT

يوم يلتئم عقد الكونغرس الأميركي الجديد، في يناير (كانون الثاني) المقبل، ستكون أول مرة منذ خمسين سنة يسيطر فيها الحزب الجمهوري على مجلسي النواب والشيوخ معا، والمرة الثالثة على مدى قرن من تاريخ الولايات المتحدة، يعزز فيها حزب الرئيس مواقعه في مجلس النواب من خلال نتائج انتخابات منتصف الولاية التشريعية، والأولى التي يسجل فيها حزب الرئيس مكاسب في مجلس الشيوخ، خلال العقدين الماضيين.

آري فلايشر، المتحدث بإسم البيت الأبيض سارع إلى رد هذه «النتائج التاريخية» إلى ما اعتبره «شعبية الرئيس والجهد المضني الذي بذله لصالح المرشحين الجمهوريين». اما قادة حملة الحزب الديمقراطي فحرصوا على التذكير بأنهم واجهوا عقبتين مؤثرتين: الحجم الضخم للأموال التي أُنفقت على الحملة الدعائية للحزب الجمهوري، و«التحدي غير المسبوق» في سعيهم «للصياح بصوت أعلى من صوت البيت الأبيض» في سياق شرحهم لموقفهم من الحرب المحتملة على العراق، كما قال باتي موري، رئيس لجنة الحملة الديمقراطية لانتخابات مجلس الشيوخ.

إلا أن الحصيلة العملية للانتخابات تبقى في أن إدارة الرئيس جورج بوش تسيطر الآن على السلطة التشريعية في واشنطن بمجلسيها، إضافة ـ طبعا ـ إلى إمساكها بزمام السلطة التنفيذية، الأمر الذي يجعل جورج دبليو بوش أقوى رئيس للولايات المتحدة منذ الرئيس دوايت آيزنهاور، على الأقل.

نتائج الانتخابات توحي بأن الأجواء السياسية في الولايات المتحدة ما تزال متأثرة بخطاب الحرب على الإرهاب، وأن الأميركيين ما زالوا مستعدين لتجاهل العثرات الاقتصادية في بلادهم لصالح ما باتوا ينظرون اليه على انه الخطر الخارجي الأكبر.

ولكن إذا كانت مكاسب الجمهوريين الانتخابية تسهل على إدارة جورج بوش إقرار العديد من التشريعات الداخلية ـ والضريبية بصورة خاصة ـ التي يعارضها الديمقراطيون، فإنها تلقي على عاتقها مسؤولية مضاعفة على صعيد مقاربتها للقرار الخارجي، خصوصا في شأن العراق.

وإذا كان بعض المراقبين يشيرون الى ان مكاسب الجمهوريين الانتخابية ستوفر تفويضا مطلقا للبيت الأبيض للمضي قدما في ممارسة سياسة خارجية أحادية المنطلق والرؤية، فإن البعض الآخر يعتبر أن الفوز الذي أحرزه حزب الرئيس بوش من شأنه أن يخفف من اندفاع الإدارة نحو شن حرب على العراق، خصوصا بعدما ضمن خطابها الانتخابي مردودا سياسيا كبيرا للحزب والإدارة، ربما عزز تيارا تقوده عدة شخصيات داخل الحزب الجمهوري ويدعو الى خطاب اكثر واقعية وتوازنا تجاه ملفات القضايا الدولية الساخنة، وفي مقدمتها ملف الشرق الأوسط.