إسرائيل تحتاج إلى بديل

TT

كان تكوين حكومة الوحدة الوطنية في اسرائيل خطأ منذ البداية. واسهم الاستعداد الغريب الذي ابداه شيمعون بيريس ليكون وزيرا للخارجية في مثل تلك الحكومة، في إضفاء الشرعية على سلسلة الاعمال التي قام بها ارييل شارون، ودمر عن طريقها، خطوة إثر خطوة، كل عناصر عملية السلام التى ارساها اسحق رابين وشيمعون بيريس نفسه، وبذلا في سبيل ذلك جهودا مضنية، خلال التسعينات. والنتيجة هي ان العلاقات الاسرائيلية ـ الفلسطينية وصلت حاليا الى ادنى درجاتها منذ حرب الايام الستة عام .1967

لقد استطاع شارون ان يجرجر حزب العمل ويشركه في عملية التصعيد المتدرج للنزاع مع الفلسطينيين. وفي الوقت نفسه فإن الفلسطينيين لم يكونوا يتفرجون، بل امدوه بقدر وافر من الوقود ليواصل اشعال نيرانه. وكانت «الانتصارات» التي اكتفى حزب العمل بتسجيلها هي محاولاته داخل الاجتماعات الحكومية النادرة، منع شارون من اتخاذ خطوات اكثر تطرفا.

انه لمن المحزن ان الشعب الاسرائيلي ظل لعشرين شهرا، يدفع ثمن غياب المعارضة في اروقة البرلمان الاسرائيلي.

* سياسي اسرائيلي وأحد صانعي اتفاق اوسلو ـ خدمة «نيويورك تايمز»، خاص بـ«الشرق الأوسط»