يا عزيزتي .. كلنا انتهازيون!

TT

في مشهد من فيلم «ذهب مع الريح»، يخترق الكابتن ريت باتلر (كلارك جيبل) حصار جيش الشمال، ويلتقي بالبطلة سكارليت أوهارا (فيفيان لي) فتقول له بسعادة: لقد اخترقت الحصار من اجلي!

باتلر: ليس من اجلك طبعاً!

فتعاود السؤال: إذن اخترقته من اجل الوطن؟

فيرد: وليس من اجل الوطن يا عزيزتي.. لقد اخترقت الحصار من اجل الفلوس.. فأنا لا افعل شيئاً دون مقابل!

سكارليت: اذن انت انتهازي؟

باتلر: كلنا انتهازيون بدرجة او باخرى يا عزيزتي!

سكارليت: ولكني اخشى على سمعتي من مقابلة تاجر سلاح انتهازي!

باتلر: مع قليل من الشجاعة يا عزيزتي يمكنك ان تعيشي بلا سمعة!

والذين قرأوا الرواية او شاهدوا الفيلم بتأن وتركيز يدركون ان شخصية «سكارليت أوهارا» شخصية انتهازية.. تتظاهر بالاخلاص وتبطن غير ما تعلن.. والذي اكتشف هذه الحقيقة هو الكابتن «باتلر».. ولهذا كان حوارهما يحوي هذا القدر من الصراحة.. فليس عند احدهما ما يخفيه عن الآخر.

ولكن هل كلنا انتهازيون؟ على وزن كلنا لصوص، كما قال احسان عبد القدوس؟

الواقع ان هذا صحيح.. ولكن مع التفرقة بين انتهازية لا تضر احدا وانتهازية تضر الاخرين.. من منا يجد صفقة جيدة يمكن اقتناصها ولا ينتهز الفرصة؟ من منهن لا تبحث عن عريس.. شاب.. وسيم .. انيق.. من عائلة محترمة.. وغني.. فاذا وجدته حتى مع اعز صديقاتها.. لا تنتهز الفرصة للفوز به؟! هل اضرت بصديقتها ام ان المعركة يكسبها الاشطر؟

ان الانتهازية سلوك عام.. ولكن كما قلنا لا بد من التفرقة بين اصنافها المختلفة.. والانتهازية الضارة، اي التي تضر الاخرين تنكشف بمضي الوقت.. ولكن هناك انتهازيين من طراز ممتاز يظلون يمارسون انتهازيتهم بنجاح خلف اقنعة من الامانة والاخلاص.. وابحث عن هؤلاء في دوائر السلطة.. والمال.. والنساء ايضاً.

همس الكلام:

«يُتهم بالقذف في حق كل الناس من يقول الحقيقة»