جديد العمل الإسرائيلي

TT

الفارق الكبير في الاصوات بين ما حصل عليه الفائز في حزب العمل الاسرائيلي عمرام ميتزناع ومنافسه بنيامين بن اليعازر، ساحق. لكن من الصعب الآن البناء عليه، خصوصا انه قبل اشهر قليلة تنافس بن اليعازر على رئاسة الحزب مع رئيس الكنيست الاسرائيلي ابراهام بورغ، الذي كان يتقدمه في الاستفتاءات بحوالي %14، ومع ذلك فاز بن اليعازر.

وميتزناع ليس فقط زعيما جديدا للحزب، بل هو يدعو الى خط سياسي جديد تجاه عملية السلام، وهو من الحمائم.

وجاء التصويت لميتزناع، غير المعروف بين السياسيين التقليديين، ليؤكد ان القيادة الحالية لحزب العمل خسرت ثقة الناخبين بها. وقد يكون من اسباب فوزه عدم ارتباطه بحكومة الوحدة الوطنية التي طبعت اسرائيل بطابع اليمين المتطرف، وحرقت حزب العمل. وهناك ايضا خطه السياسي، فهو يدعو الى بديل للحكومة الاسرائيلية الليكودية، والى انسحاب احادي من الاراضي الفلسطينية المحتلة، اذا لم تستأنف مفاوضات السلام.

لقد اعتقد بن اليعازر ان سياسة القبضة الحديدية، واعادة الاحتلال صارت مطلب الحزب، ولذلك «وعد» اثناء عملية التصويت بأنه سيعود بالحزب الى حكومة الوحدة الوطنية مع الليكود.

الفوز الذي حققه ميتزناع أكد فشل تجربة بن اليعازر وشراكته مع الليكود. ثم انه، وهو الذي نجح في اعادة احتلال اراضي السلطة الفلسطينية، فشل في اعادة الحيوية للحزب. وكانت الاستفتاءات الاخيرة اظهرت ان حزب العمل سيخسر في الانتخابات التشريعية المقبلة، مقاعد له في الكنيست. مع ميتزناع يمكن للحزب على الاقل ان يحافظ على مقاعده. وقد نرى في اسرائيل، العام المقبل، حزب العمل في المعارضة، وبالتأكيد حكومة ليكودية قوية، المهم انه مع ميتزناع سيكون هناك زعيم عمالي يعارض كل شيء تدعو اليه حكومة الليكود وتمثله. فهو أكد انه لا يريد المشاركة في حكومة واحدة مع الليكود، ولا يريد ايضا المشاركة بحكومة وحدة وطنية، ويريد تحقيق الانسحاب من الاراضي الفلسطينية.

خلال السنتين الماضيتين «عانت» اسرائيل من عدم وجود معارضة سياسية، فاتاح ذلك لشارون ان يطبق خططه السياسية باعادة احتلال الاراضي الفلسطينية، وبأن يكون الصوت الوحيد الذي تستمع اليه الادارة الاميركية، على اساس انه رئيس حكومة وحدة وطنية في اسرائيل، وبالتالي يمثل كل الرأي العام الاسرائيلي.

ومع ميتزناع قد يبرز حرس جديد في حزب العمل الاسرائيلي، وسينظر اليه ناخبو حزب العمل على انه سيضع الحزب في صفوف المعارضة القوية، ويقدم بديلا جديا لسياسة شارون ـ نتنياهو، لأن الاسرائيلي العادي لا يريد لابنه ان يقاتل في قطاع غزة، او ان يحمي احتلال نابلس او جنين، لكن، وهنا الخطورة، هو يريد فصلا حقيقيا بين اسرائيل والاراضي المحتلة. وهذا ما يقدمه ميتزناع.

هذا ليس بجديد فمنذ سنوات عرض حزب العمل انسحابا اسرائيليا من الاراضي المحتلة. لكن ميتزناع حدد موعدا زمنيا للانسحاب وهو سنة. وهذا الوعد لقي ترحيبا لدى عدد من الاسرائيليين بمن فيهم اليمين التقليدي.

التحدي الاول لميتزناع سيكون في نجاحه في جمع حزب العمل، ثم ان يقنع الطرف الفلسطيني بجديته، فيظهر الاخير تجاوبا بوقف العمليات الانتحارية للوصول الى اتفاق خلال سنة. لكن الاهم هو ان تدرك الادارة الاميركية ابعاد فوز ميتزناع على الساحة الاسرائيلية.