تلويحة المدى!

TT

الشعر أنواع..

هناك شعر صاخب وشعر هامس..

هناك شعر براني وشعر جواني..

هناك شعر وصفي وشعر وجداني.

وتستطيع ان تجد تقسيمات اخرى، فهناك ايضا الشعر المقفى والشعر الحر.. الى آخره.

وديوان الشاعرة الاديبة، نجوى محمد هاشم، ينتمي الى الشعر الهامس الجواني الوجداني الحر.

ورغم ان مفردات الديوان او قاموس نجوى الشعري فيه الكثير من الشظايا والنار والضجيج فانه يظل يحمل نفس الاحساس ونفس الملمس حتى العنوان «تلويحة المدى»، فالتلويحة لا تحمل عنفا ولا صخباً.. انها هنية.. لينة كالابتسامة، وكهزة الرأس.. والمدى كلمة مرنة تأخذك بعيداً في السماء او الارض او البحر ولكنها ليست مطراً ولا عاصفة ولا موجة.

وتستطيع ان تمر بالديوان صفحة.. صفحة.. وبيتاً بيتاً فتجد نفس المذاق..

مساء ملون يتفتح من اوراق الريح..

وتحملك الى محطة اختيار دافئة..

كدفء المواسم..

ودفء احلامك المستيقظة..

وانت تحاول تفسيرها وتنحت وجها لها وطريقاً..

ان شعر نجوى يذكرك بشعر الشاعر الفرنسي رامبو وديوان «الاشراقات».. فانت امام احساس ينتابك طول الوقت بانك امام طلعات وجدانية واشراقات عاطفية لا تستطيع ان تتنبأ بها.. ان تيار الشعور ينبثق من ينابيع بعيدة لا تستطيع اجهزة الاستشعار عن بعد الوصول اليها.

عندما يذوب وجه المدن الكبيرة..

تتمدد الاسئلة..

تفتح ذراعيها..

تتراكض على شواطئ البحث..

في دفاتر الغياب..

وقد اعدت تقسيم الابيات.. واظن ان هذا هو التقسيم الصحيح.. ديوان دافئ ياخذك الى عالم بعيد مثير مثل «تلويحة المدى».