الإخوان المسلمون.. ووريثهم

TT

بمرارة شديدة ووضوح أشد تحدث وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبد العزيز لصحيفة «السياسة» الكويتية حول حزب الاخوان المسلمين ودورهم في الحياة السياسية العربية.

الأمير نايف يقول: «انني اقولها بدون تردد، ان مشكلاتنا وافرازاتنا كلها، وسمها ما شئت جاءت من الاخوان المسلمين». ويضيف بوضوح اكثر «بحكم مسؤوليتي فان الاخوان المسلمين كلما اشتدت عليهم الامور وعلقت لهم المشانق في دولهم لجأوا الى المملكة.. فحفظت كرامتهم.. ولكن مع الاسف لم ينسوا ارتباطاتهم السابقة فأصبحوا ضد المملكة».

حديث الامير نايف تضمن معلومات كثيرة وتحدث عن دور الغنوشي والترابي وعبد الرحمن خليفة والزنداني اثناء احتلال الكويت، وأكد بأن حزب الاخوان المسلمين دمر العالم العربي.

حين يتحدث وزير داخلية المملكة العربية السعودية بهذا الوضوح والحزم وخاصة انه يجلس بحكم عمله على كنز من المعلومات، وحين يتحدث في هذه الظروف الامنية الحساسة بهذا الوضوح، فان هذا يعني ان الكيل قد طفح، وان استمرار جماعة الاخوان في تفريخ الجماعات الارهابية لم يعد محتملا.

الاخوان المسلمون يعيشون حالة من الانحسار والانكشاف في عدد من الدول العربية لأسباب لم تعد خافية على احد، وعلينا ان ننتبه الى ان هناك وريثا لهذه الجماعة التي تعتمد على افكار سيد قطب وحسن البنا، وهي تلك الجماعات التي رفعت شعار السلفية وخلطته بفكر خارجي لا علاقة له بالاسلام ولا بالسلفية، فجوهر الحركة السلفية هو جوهر اخلاقي يدعو الناس بالحسنى ويرفض سياسة التسلط ولا علاقة له بتسييس الدين، ولكن السلفية الخارجية الجديدة التي هي حركة انقلابية اخذت جوهر فكرها من سيد قطب وجماعته وخلطتها بمزيج من الافكار المغلقة والمتطرفة من الناحية الاجتماعية، والفكر السياسي المتطرف الذي يعتمد على العنف والغاء الآخرين من جهة اخرى.

حديث الامير نايف كشف خطر تسييس الدين الذي مارسه الاخوان المسلمون، وعلينا الانتباه الى خطورة وريثهم الشرعي الذي يلبس كما لبسوا رداء الدين لتحقيق طموحات سياسية دفعنا جميعا ثمنا باهظا لها بسبب المجاملة والصمت.