تصعيد اليمين مستمر

TT

أكثر فصول مسرحية التصعيد الذي يمارسه اليمين الاميركي المتطرف والمتحالف مع اصدقاء اسرائيل سخفا هو حكاية الأموال التي دفعتها زوجة الأمير بندر السفير السعودي في واشنطن لاثنين ممن تورطوا في احداث الحادي عشر من سبتمبر.

اذا كانت هناك اموال قد وصلت كمساعدة لطلبة سعوديين من زوجة الأمير بندر، فمن المؤكد ان من يساعد الطلبة لا يسأل عن انتماءاتهم ولا يبحث في نواياهم، واذا أردنا خوض حرب الارشيف في هذه المسألة فكيف سيفسر اليمين المتصهين في اميركا ان وكالة الاستخبارات الاميركية هي التي دربت ومولت جماعة بن لادن طيلة الحرب الافغانية وهي اموال سياسية وليست خيرية؟ وهل يمكن اتهام المخابرات الاميركية بأنها المسؤولة عن احداث الحادي عشر من سبتمبر، لأنها هي التي دربت ودفعت الملايين لتنظيم «القاعدة».

واذا أردنا خوض حرب الارشيف، فان السعودية والكويت دفعتا مليارات الدولارات لصدام حسين في حربه مع ايران، واميركا استخدمت طائرات الاواكس لاعطاء معلومات وصور للقيادة العراقية عن مواقع وتحركات الجيش الايراني، فهل ان السعودية والكويت واميركا مسؤولة ومتورطة في احتلال العراق للكويت؟

اليمين المتصهين يحاول خلط الأوراق لتحقيق مصالح اسرائيل مهما أدى ذلك الى ايذاء الولايات المتحدة والاضرار بمصالحها، وليس لدى اليمين المتصهين اية حسابات عقلانية وسياسية فالمهم هو خلط الأوراق وخدمة اسرائيل.

علينا ألا نبالغ ايضا في دور اليمين المتصهين فقد كان يطرح عدم العودة الى مجلس الأمن في القضية العراقية، فاضطر تحت ضغط توازنات اميركية ودولية ان يفعل ذلك، وهذا اليمين تحرك بكامل طاقته لوقف عقد مؤتمر المعارضة العراقية فهو يريد تحقيق اهدافه دون مشاركة المعارضة العراقية، ولكن الواقع فرض عكس ذلك واضطر اليمين الى التراجع حيث يجري التحضير لعقد المؤتمر في لندن، ولو كان الأمر مطلقا بيد اليمين المتصهين لوصلت الأمور الى حد الكارثة في الشرق الأوسط.

عدم المبالغة في دور اللوبي المتصهين يجب ألا يدفعنا الى الاستهانة والتقليل من قدرته على ايذائنا، ولذلك فمن الحكمة عدم الاكتفاء بادانة الابتزاز بل لا بد من التحرك بكامل امكانياتنا وبتنسيق مشترك لتوصيل رأينا والدفاع عن قضيتنا.