مواهب ضائعة!

TT

ملايين الصغار الموهوبين تموت مواهبهم لان احدا لم يهتم بهم.. ومضوا في الحياة كأفراد عاديين لا يميزهم شيء عن غيرهم.. وكان يمكن ان يكون بينهم عدد من العباقرة يثرون الحياة علما وفنا!

وأكثر الآباء يرون في ابنائهم مواهب لكنهم لا يسعون الى تشجيعها والسير بها الى غايتها، إما لأنهم مشغولون بعملهم او بأنفسهم أو لأنهم لا يهتمون أصلاً بالموهبة ولا يحتفون بها.

وينقسم الباحثون في المواهب الى قسمين.. قسم يرى ان الموهبة تستطيع ان تظهر نفسها، وتشق طريقها دون رعاية ولا توجيه.. وقسم يرى ان الموهبة كالبذرة لا بد من رعايتها وصقلها لتظهر وتثمر.. وأنضم الى الفريق الثاني.. فالطفل الموهوب اذا لم يجد من يرعى موهبته يضطر الى نسيان انه يحب الموسيقى او يحب الهندسة او يحب الطب، ويتجه الى اقرب وسيلة لأكل العيش.

ولعلنا نلاحظ ندرة المواهب الفنية والعلمية في عالمنا العربي، وبالتأكيد ذلك لا يعود الى نقص المواهب ولكن الى عدم الاهتمام.

كم موسيقي في عالمنا العربي.. كم كاتب، كم طبيب عالمي.. كم واحد من العلماء العرب او الفنانين العرب اضاف الى تراث البشرية شيئا بارزا، ومهما؟!

نحن في حاجة الى رعاية اطفالنا الموهوبين لنسهم في تراث البشرية ونؤثر فيه.. ولولا رعاية المهندس آينشتاين لابنه ألبرت لما كان هناك ألبرت آينشتاين.. لقد كان الأب مهندسا للكهرباء، وأخذ يكشف لابنه عن اسرار الفيزياء والكهرباء. ومضى الطفل يفهم ويجد، ثم يتقدم ليصبح اعظم فيزيائي في القرن العشرين.

كان والد موتزارت خلف موهبته الفذة.. وكان والد بيكاسو، هو الحافز لابنه ليصبح اشهر فنان في زماننا.. كانت والدة كارل فردريتش، مؤسس الرياضيات الحديثة وراء تفوق ابنها، وعشرات من الاسماء قديما وحديثا.

اهتموا بالانفاق على مواهب الابناء اكثر من الاهتمام بملء بطونهم.. فالطفل ليس معدة فقط، انه مشروع عبقري يحتاج الى من يرعاه.

كان برنارد شو يقول: أعجب لكثرة عدد الصغار الأذكياء، والكبار الأغبياء.. الآن نعرف السبب!