توضيح الحقائق

TT

المؤتمر الصحافي الذي عقده مستشار ولي العهد السعودي في واشنطن لتبيان الجهود التي قامت بها السعودية في الحرب ضد الارهاب ألقى الضوء على الكثير من الاعمال التي قامت بها الرياض من اجل الاسهام في مطاردة تنظيم «القاعدة» المسؤول عن هجمات 11 سبتمبر (ايلول) وقطع اي خيوط تمويل عنه وذلك في اطار الجهد الدولي المبذول.

وكان ملاحظا ان هذه هي من المرات النادرة التي تلجأ فيها الحكومة السعودية الى الاعلان عما تقوم به من جهود بكثير من الشفافية، فقد كان الاعتقاد ان الجهات الاميركية المعنية مباشرة بهذه القضايا تعرف هذا الجهد وبالتالي فلا حاجة الى الاعلان عن كل تفصيلة، لكن يبدو ان حملة الانتقادات الاخيرة التي وصلت الى حدود غير مسبوقة من بعض الجهات دفعت الرياض الى هجوم اعلامي مضاد لوضع الحقائق في النور.

واذا كان هناك تقدير للتصريحات المتكررة للرئيس الاميركي وعدد من اركان ادارته في اعلان التقدير للجهود السعودية في مكافحة الارهاب، فان التصريحات المتكررة لمسؤولين او مصادر مجهولة تحاول الربط بين ما حدث في 11 سبتمبر والسعودية بشكل مباشر او غير مباشر تعكس ان هناك حالة شك لدى فريق او قطاع اميركي معين، او ان هناك استغلالا للموقف من اطراف لها مصلحة في الاضرار بالعلاقات السعودية ـ الاميركية.

ومع التسليم بأن الحقائق على الارض والمصالح الاستراتيجية وعلاقة الصداقة بين البلدين التي نسجت على مدار حوالي 6 عقود اقوى واهم من حملة انتقادات او تسريبات فان اي علاقات دولية تحتاج ما بين فترة واخرى الى تنقيتها من اي شوائب او سوء فهم قد يؤثر عليها.

كما انه في العقدين الاخيرين اصبح الاعلام والرأي العام على درجة عالية من الاهمية في تشكيل السياسات الخارجية للدول، وفي الضغط على اصحاب القرار السياسي وعلى هامش مناوراتهم في قراراتهم في السياسة الخارجية، وهو ما يحتاج دائما الى مراعاة توضيح الحقائق وتصحيح اي مفاهيم او انطباعات خاطئة قد تتشكل لدى الاعلام او الرأي العام، والقيام بمايشبه حملة علاقات عامة لا بد ان تكون ناجحة لانها تستند الى حقائق. وفي هذا الصدد فان ما فعلته السعودية خطوة كانت مطلوبة ومهمة.