لماذا هي؟

TT

* وصلنا فاكس من القارئة «ن.ف» خليجية.. تعبر فيه عن استيائها وحزنها من انتشار ظاهرة الواسطة للحصول على عمل، اي فيتامين (واو) او «الكوسا» على رأي الاخوة المصريين..

تقول «ن.ف» ان فتاة حلمت بنيل شهادة البكالوريوس، وفعلا بعد مجهود مضني بسبب احوالي المادية السيئة استطعت الحصول على هذه الشهادة، وتعاقدت مع احدى جهات العمل في بلدي، وعندما توجهت لتسلم عملي فوجئت بصدمة كبيرة غيرت مجرى حياتي العملية.. لقد الغي عقدي، وتم التعاقد مع فتاة غيري. وعندما استفسرت عن السبب كانت حجتهم عظيمة: انها اكبر مني ألا يعلمون ان الله اكبر؟! ألا يخافون الله! لقد كتبت العقد وتمت الموافقة عليه، بأي منطق ابرر فعلهم، انه منطق الجهل والتخلف والمصالح المتبادلة.

اريد ان أسأل هذا الرجل الذي تعاقد معي بضع اسئلة تغلي بها رأسي: هل هذه الفتاة التي رشحت مكاني اكبر مني مادياً.. اجتماعياً؟ فهي اذن غير محتاجة لتلك الوظيفة؟! هل هي اكبر مني شهادة وعلماً؟ وشهادتي كشهادتها!! سؤال أخير: هل واسطتها كبيرة؟ رجل مهم، مسؤول كبير قدم للرجل الذي الغى عقدي رشوة.. ام وعدة بتيسير مصالحه في مجال آخر. اذا كان الجواب نعم.. فهو انسان لا يخاف الله، لان حاجتي لتلك الوظيفة اكبر. قراره بالغاء عقدي كان بمثابة حكم الاعدام لاحلامي وطموحاتي وآمالي في تحقيق ذاتي ومساعدة اسرتي.. أين ضميره؟ ألا يوجعه؟ ألا يشعر بمدى الالم الذي سببه لي ولامثالي؟ الكثيرون مثلي يدفعون ثمن قرارات وتصرفات عشوائية من اصحاب التوظيف الذين يتجاوزون الخطوط الحمراء في سبيل مصالحهم الشخصية وضمائرهم في سبات عميق، فهذا والله حرام وظلم. وان استمر حالنا على هذا المنوال فلن نعرف التقدم والتطور طالما هناك من لا يضع نصب عينيه مخافة الله. لقد سبق الاسلام الغرب بأربعة عشر قرناً.. وان بعض المبادئ التي جاء بها الاسلام الآن بدأ الغرب بتطبيقها.

فحق لنا ان نفخر بديننا وتعاليمه وننهج العدل والمساواة بين بعضنا البعض، لا نمنح شخصاً مكانا لا يناسبه ثم نلعن ونتذمر من الاوضاع السيئة التي تعاني منها شركاتنا ومصالحنا الحكومية..

ارجوك نشر رسالتي كاملة، ربما ينصفني قلمك وشكراً.

** انشر رسالتك بناء على طلبك، اما الإنصاف فمن الله.