يوم حلو.. ويوم مر

TT

كثيرا ما نشعر ذات يوم ان هذا اليوم ليس يمناً، وهو تعبير يعني ان التوفيق يجانبنا، واننا مهما فعلنا في هذا اليوم فاننا لسبب لا ندريه لا ننجح.

وفي ملاعب كرة القدم يتردد هذا التعبير كثيرا عندما نجد لاعبا مهاجما مشهورا باحراز الاهداف «يشوط» الكرة في المرمى والحارس خارج الثلاث خشبات وتجري الكرة ناحية المرمى ثم تنحرف الى خارج القائم او فوقه، ويشعر مشجعو الفريق بالاحباط والضيق، ويقولون ان هذا اللاعب نسي طريقه الى المرمى. والشيء الغريب ان هذا المشهد قد يتكرر بضع مرات في المباراة الواحدة، وتشاهد اللاعب وهو يهز رأسه او يلطم خديه غير مصدق لما حدث. والعارفون او المشاهدون القدامى يقولون ببساطة «ما هو يومه»! او انه منحوس اليوم، وقد يمتد هذا النحس فيصيب الفريق كله فنقول انه ما هو في الفورمة، او منحوس، او كما قلنا سابقا ما هو يومه!

وحكاية «منحوس»، او ما هو في الفورمة، او ما هو يومه قد يبدو كلاما غير علمي، ولكن الحقيقة انه علمي، فهناك فعلا ايام طيبة وموفقة للشخص وايام سيئة، وينسحب هذا على لاعب الكرة وعلى رجل الاعمال وعلى الطبيب والمهندس والصحفي الى آخره!

ويقدم الدكتور، برنارد جلستون الاجابة في كتابه «التواتر الحيوي». ويقول جلستون ان هذا التعبير يأتي اشتقاقاً من كلمتين يونانيتين، بايور بمعنى حياة ورثيموس بمعنى تواتر او ايقاع.

وهو تفسير ما يصيب طاقتنا من مد وجزر، فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة عاطفيا وعقليا وجسديا. والحقيقة ان الشخص يتعرض لثلاث دورات متداخلة، دورة بدنية او جسمانية تدوم 23 يوما، ودورة عاطفية تدوم 28 يوما، ودورة ذهنية تدوم 33 يوما، والدورات جميعا تبدأ يوم يولد الشخص، وتتكرر بعد ذلك كل 23 و28 و33 يوما حتى وفاة الشخص.

وقد بدأ التفكير في هذه الدورات منذ ايام «أبوقراط» فقد كان هذا الطبيب يطلب من مرضاه ملاحظة وتدوين كل ما يطرأ على حياتهم من تغيرات يومية ويعالجهم على اساسها، ويستطيع كل شخص ان يفعل نفس الشيء ويرى متى كانت ايامه الطيبة وايامه السيئة. وبهذا يتمكن من تحديد ايام نجاحه وفشله، وصعوده وهبوطه، او اليوم الحلو واليوم المر بلغة السينما!