هذا العالم الثالث

TT

* لم يلتفت حتى الجاحظ في كتابه عن نوادر المعلمين الى هذا النوع من العقاب الذي فات على سائر المعلمين في العالم. فلم يكن يخيفنا في طفولتنا شيء كإبرة الطبيب. ومع ذلك فقد ظل المعلمون يعاقبوننا بالعصا والحبس والطرد ولم يلتفتوا للابرة. واخيرا جاء معلم صيني واستعملها. اطلبوا الحكمة من الصين. روت صحيفة «شباب بيجنغ» في 21 يوليو الماضي قصة هذا المعلم:

«شرح التلميذ غانغ للصحافيين ما كان يفعله المعلم كو فقال: «كانت دروسه معقولة حتى تسيء السلوك. اذا نمت او لم تقم بواجبك فإنه يخرج ابرته ويملأها بالماء، ثم يحقنك بها في قفاك كعقاب. كان كو المعلم الوحيد الذي فعل ذلك في المدرسة».

«اما المعلم كو فقد دافع عن اسلوبه غير الاعتيادي الذي ادى الى طرده من الخدمة بعد شهرين فقال: «لم أؤذ اي تلميذ بابرتي. فعلت ذلك لأخيفهم بحيث لا يسيئون السلوك او يهملون واجباتهم. معظم التلاميذ ذاقوا عقوبة ابرتي في وقت او آخر واخذت طريقتي بحقنهم بالماء تأتي بنتائجها الجيدة. انها لمأساة الا يسمحوا لي بمواصلة عملي هذا وحقن المقصرين بابرة الماء طوال الصيف وحتى يؤدوا امتحاناتهم النهائية».

«وبعد ان اتضح ان المعلم كو كان لا يملك غير ابرة واحدة يضرب بها سائر التلاميذ البالغ عددهم اربعين تلميذا في صفه، فقد صدرت الاوامر باجراء فحص طبي عليهم جميعا. فظهر ان عددا منهم قد اصيب بفيروس الهبتايتس بي. ولكن لم يمكن الجزم ما اذا كان انتقال الفيروس قد حدث عن طريق ابرة هذا المعلم».

* سواق التكسي معروفون في كل العالم بغشهم واستغلال المسافر الاجنبي. ارجو الا يقرأ احد منهم هذه الفقرة وينتقم مني في اسفاري او يقررون عدم توصيلي بسياراتهم. وصل الامر في ماليزيا حد ان اقترح وزير السياحة الحكم عليهم بالاعدام، كما جاء في صحيفة «ستريتس تايمز» في 11 سبتمبر الماضي. قال الكاتب:

«تحدث داتوك عبد القادر شيخ «وزير» في مؤتمر صحافي لوزارة السياحة في كوالالمبور فقال: «بقدر ما يتعلق الامر بي يعتبر الامر مغلوقاً. ولكنني أصر على ما قلته سابقا. اقدر ان عشرة بالمائة من سواق التكسي هنا يغشون زبائنهم. انهم شيوعيون واعداء للوطن. لهذا السبب اقترح اعدامهم رميا بالرصاص اذا صادق المجلس على لائحتي».

«دعا وزير السياحة الماليزي لعقد المؤتمر الصحافي ليدافع عن تصريحاته التي ادلى بها في شهر اغسطس ونادى فيها باعدام الكثيرين من سواق التكسي البالغ عددهم نحو 28000 شخص. قال: «لقد انفقت الدولة كثيرا من المال وبذلت الكثير من الجهد من اجل اجتذاب السياح، ولكن سواق التكسيات كثيرا ما يسيئون الادب معهم ويحاولون غشهم. انا شخصيا تسلمت عدة رسائل احتجاج في هذا الموضوع. يعطي هذا السلوك بلادنا سمعة سيئة وينبغي تلافيه. اعتقد اعتقادا جازما ان اعدام بعض السواق رميا بالرصاص ليكونوا عبرة لمن اعتبر سيكون جزاء يستحقونه. وسيتعلم منه الآخرون احترام السياح وعدم استغلالهم. وتختفي هذه المشكلة سريعا»!!

وعلى كل فإن نقابة سواق التكسي اعربت عن قلقها بشأن مقترحات الوزير. صرح احدهم، محمد جمال، فقال: «ليس من الانصاف ان يقول ذلك عنا ويهدد بقتلنا. يواجه الكثير منا حياة صعبة وهم يحاولون مجرد الحصول على مزيد من الدخل لاطعام عوائلهم. نحن سواق التكسي لا نريد احدا يرشقنا بالرصاص وانما نريد ان يضع الناس مزيدا من القروش في ايدينا».