من وجهة نظر فأر!

TT

لم يسأل احد الفأر عن وجهة نظره في حرب الابادة التي يشنها الانسان ضده منذ آلاف السنين. والفأر حيوان من القوارض، وهو حيوان بصفته كائنا تدب فيه الحياة.. والحياة غالية عند الفأر كما هي عند الانسان.. كما هي عند الحمار والأسد، والميكروب.. كل كائـن حي يسير مع الغريزة الأولى في كل حساب نفسي.. غريزة البقاء.

وبينما يرى الانسان ان على الفأر ان يرحل من هذه الدنيا، ويتركنا في حالنا.. فإن الفأر بالتأكيد يرى ان من الافضل للانسان ان يرحل من هذه الدنيا ويتركها للفئران! كل من الانسان والفأر يدافع عن وجهة نظره.. وترتفع صيحات الاحتجاج من الجانبين كلما احتدمت المعركة. والعلماء يقولون ان الفأر حيوان ذكي وكثير الاحتمال وقادر على الحياة في جميع الظروف.. وقد استطاع الفأر ان يطور ذكاءه بحيث اصبح قادرا على تمييز السمين من الغث.. وأي شيء في العالم يستطيع الفأر ان يقرضه.. أي يأكله.

ولكنه رغم شراهته المدهشة، لا يأكل الطعام المسموم.. ويستطيع ان يمر من فتحة صغيرة في حجم المسلة.. وان يتسلق أي حائط مهما كان ارتفاعه وان يبقى في الماء 72 ساعة، وان يقرض المواسير الحديدية.. وزوج من الفئران يمكنه خلال ثلاث سنوات فقط ان يصل بعدد أسرته المحترمة الى عشرين مليون فأر!

لقد استطاع الفأر في خلال الخمسين سنة الماضية ان يقتل نحو 13 مليون انسان اصابهم الطاعون، وان ينقل مجموعة اخرى من الامراض الفتاكة قتلت ملايين اخرى من الناس.

ومن وجهة نظر الفأر فهو يدافع عن نفسه وعن بقائه.. ومن وجهة نظرنا فهو قاتل يستحق الاعدام..

فمن الذي على حق؟!

نحن على حق..

والفأر على حق..

واردت ان اقول ان الحق ليس مطلقا.. انه يتوقف على أين تقف منه!